سئل شيخ الاسلام ابن تيمية عن الصبر الجميل والصفح الجميل والهجر الجميل
فأجاب رحمه الله تعالى :-
الحمد لله أما بعد فان الله أمر نبيه بالهجر الجميل والصفح الجميل والصبر الجميل
فالهجر الجميل : هجر بلا أذى .
والصفح الجميل : صفح بلا عتاب .
والصبر الجميل : صبر بلا شكوى .
قال يعقوب عليه السلام (( انما أشكو بثي وحزني الى الله ))
مع قوله (( فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ))
فالشكوى الى الله لا تنافي الصبر الجميل , ويروى عن موسى عليه الصلاة والسلام
أنه كان يقول ( اللهم لك الحمد , واليك المشتكى , وأنت المستعان , وبك المستغاث ,
وعليك التكلان ) .
ومن دعاء النبي عليه الصلاة والسلام ( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي , وقلة حيلتي ,
وهواني على الناس , أنت رب المستضعفين ورب الناس , اللهم إلى من تكلني ؟ إلى
بعيد يتجهمني ؟ أم إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي , غير إن
عافيتك هي أوسع لي , أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات , وصلح عليه أمر
الدنيا والآخرة , أن ينزل بي سخطك , أو يحل علي غضبك , لك العتبى حتى ترضى )
الحديث ضعيف .
ضعفه الأباني في ضعيف الجامع الصغير ورقم الحديث 1280 ص 358
وفي زيادة للحديث ذكرها الأباني لك العتبى حتى ترضى , ولا حول ولا قوة الا بالله
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرأ في صلاة الفجر ( إنما أشكو بثي وحزني
إلى الله ) ويبكي حتى يسمع نشيجه من آخر الصفوف .
بخلاف الشكوى إلى المخلوق , قرىء على الامام أحمد في مرض موته أن طاووسا
كره أنين المريض , وقال إنه شكوى , فما أنّ حتى مات .
وذلك أن المشتكي طالب بلسان الحال , إما إزالة ما يضره أو حصول ما ينفعه
والعبد مأمور أن يسأل ربه دون خلقه كما قال تعالى (( فإذا فرغت فانصب وإلى ربك
فارغب )) .
وقال صلى الله عليه وسلم لإبن عباس ( إذا سألت فاسأل الله , وإذا استعنت فاستعن
بالله ) .
ولابد للإنسان من شيئين : طاعته بفعل المأمور وترك المحظور.
وصبره على ما يصيبه من القضاء المقدور .
فالأول هو التقوى ,,,,,,,,,, والثاني هو الصبر .
قال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا )) إلى قوله
(( وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط ))
وقال تعالى (( بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف
من الملائكة مسومين )) .
وقال تعالى (( لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أتوا الكتاب من قبلكم
ومن الذين أشركوا أذى كثيرا , وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور )) .
وقد قال يوسف (( أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا , إنه من يتق ويصبر فإن الله
لا يضيع أجر المحسنين )) .
الفتاوى الجزء العاشر صفحة 666 .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا
أنبئكم بخير أعمالكم , وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم , وخير لكم
من انفاق الذهب والورق , وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم
ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا بلى يا رسول الله
قال : ذكر الله رواه الترمذي , صحيح الجامع
الثلاثاء مارس 09, 2010 10:59 pm من طرف Mr .Ashraf