مدرسة بيلا الاعدادية بنات
مرحبا بالزائر نرجوا ان تقضى وقت ممتع معنا فى المنتدى ونرجوا ان تصبح عضوا فاعلا فى المستقبل
مدرسة بيلا الاعدادية بنات
مرحبا بالزائر نرجوا ان تقضى وقت ممتع معنا فى المنتدى ونرجوا ان تصبح عضوا فاعلا فى المستقبل
مدرسة بيلا الاعدادية بنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدرسة بيلا الاعدادية بنات

منتدى تعليمى تربوى يعمل على ربط المدرسة بالتلاميذ واولياء الامور داخل وخارج المدرسة
 
الرئيسيةمدرسة بيلا الاعأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التوكيد المعنوي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
prince mego
الاعضاء النشطين
الاعضاء النشطين
avatar


ذكر
عدد الرسائل : 99
العمر : 28
تاريخ التسجيل : 13/11/2009

التوكيد المعنوي Empty
14042010
مُساهمةالتوكيد المعنوي

المعنوي
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصَلَّى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أيها الإخوة معلميني واصدقائي الطلبو والطالبات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم تحية طيبة في مستهل هذا الدرس، وأسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يبارك في أعمالنا وأعمارنا وأوقاتنا، وأن يعلمنا من العلم ما ينفعنا ويقربنا إليه.
حديثنا -إن شاء الله تعالى- في هذا اليوم هو ضمن الحديث عن "التوابع"،:
. ونبدا الوضوع
عن بعض الشواهد في قول الله -سبحانه وتعالى- في سورة الفجر: ? كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ?21? وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ? [الفجر: 21، 22]، وكذلك عندما يقول المؤذن في الأذان: "الله أكبر الله أكبر"، أخرج النحويون ذلك من التوكيد اللفظي، وقالوا: إن هذا لا يدخل في التوكيد اللفظي، والسؤال: لماذا أخرجوه من هذا النوع من التوابع؟
أرجو أن يكون السؤال واضحًا: لماذا خرج تَكْرَار الكلمة، نعرف أن التوكيد اللفظي هو إعادة المؤكد بلفظه، الله -سبحانه وتعالى- يقول: ? كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ?21? وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ? والمؤذن يُكَبِّر فَيُثَنِّي ويُرَجِّع فيقول: "الله أكبر الله أكبر"، كل ذلك أخرجه النحويون أو أخرجه كثير من النحويين من باب التوكيد اللفظي، فلماذا؟
يقول: التكرار الثاني ليس كسابقه الأول، "دَكًّا" الثانية تختلف عن الأولى
التوكيد: هو أن تعيد الأول بلفظه وقصدك الأول، إذا قلت: جاء محمد محمد، فمحمد الثاني هو الأول، وإنما أعدت اللفظ تثبيتا له في الذهن، أما في قول الله -سبحانه وتعالى: ? كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ? فالمفسرون قد قالوا: إن الدَّكّ الثاني غير الأول، ومعنى ذلك أن الأرض تُدَكّ دَكًّا من بعد دَكٍّ حتى تصير هباء منبثا، ? وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ?: أي أن الملائكة يَنْزِلون إلى الموقف فيُحْدِقون بالثقلين صَفًّا وراء صَفّ، فليس الصف الثاني هو الصف هو الصف الأول، ولكن هذا صَفّ وهذا صَفّ، كذلك المؤذن عندما يقول: "الله أكبر الله أكبر"، فإن تكبيره الثاني هو إنشاء لتكبير آخر، وفي كل تكبير منزلة، وفيه أجر، وليس التكبير الثاني هو الأول أو تأكيدًا لهو، وإنما هو إنشاء لآخر، وكذلك الشأن في كل تَكْرَار لدعاء أو استغفار أو ذكر، فإنه إنشاء لثانٍ وليس تأكيدًا للأول، قالوا: بخلاف الإقامة، عندما يقول المؤذن: "قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة"، فليس هناك ذكر هنا، وإنما هو إخبار بقيامها، ومن ثم فإن الثاني توكيدٌ لفظيٌّ للأول.
ونظير ما ذكرته منذ قليل: أعني أن يكون تَكْرَار الثاني ليس تأكيدًا للأول أن تقول: عَلَّمْتُهُ النحوَ بابًا بابًا، فلا يستطيع أحد أن يقول: "بابًا" الثانية توكيد لفظي لـ"بابًا" الأولى؛ لأن "الباب" الثاني غير الأول، أنت عملته أبواب النحو المختلفة، "بابا" وراء "باب"، أي "بابًا" من بعد "بابٍ"، كـ "دَكًّا" من بعد "دَكٍّ" و"صَفًّا" من بعد "صَفٍّ"، كذلك فليس "الباب" الثاني هو "الباب" الأول، ولذلك لا يُسمى هذا توكيدًا لفظيًّا، والتوكيد اللفظي شرطه أن يكون المؤكِّد عين المؤكَّد.
إذن نبدأ بإذن الله الحديث عن النوع الثاني من أنواع التوكيد، إن لم يكن لأحد منكم استفسار في شيء، فقد كنا في البدء تحدثنا عن أن التوكيد يكون على ضَربين:
التوكيد اللفظي وهو أن تعيد المؤكد بلفظه.
وتوكيد معنوي، والمقصود بالتوكيد المعنوي أنه ليس فيه تَكْرَار للفظ المؤكَّد، ولكنه فيه الإتيان بشيء يفيد تَكْرَار السابق، وإن لم يكن بألفاظه.
والتوكيد المعنوي هو بألفاظ محدودة معينة تفيد تَكْرَار الألفاظ السابقة من أهمها ومن أشهرها: "النفس والعين" تقول: "جاء محمد نفسه"، أو تقول: "جاء محمد نفسه"، "عينه"، الغرض من هذا التوكيد قالوا: هو رفع المجاز عن الذات، كيف ذلك؟
أنت عندما تقول: "جاء محمد"، السامع يتوقع عدة أمور منها: أن يكون الذي جاء هو محمد بذاته، ومنها أن يكون جاء خبره، شيء عنه أو حديث عنه أو تحدث الناس عنه، ومنها أن يكون الذي جاء هو كتابه أو رسالة منه، فليس هو الذي جاء ولكن شيء يقوم مقامه، كل هذه الأمور محتملة، لكنك إذا قلت: "جاء محمد نفسه" رفعت المجاز؛ لأن مجيء الخبر أو مجيء الرسول الذي ينوب عنه أو الكتاب الذي يُخبر عنه إنزالها في منزلته هي من باب المجاز، فحتى ترفع هذا المجاز وتُبَيِّن الذي جاء هو الرجل نفسه على سبيل الحقيقة تقول: "نفسه"، حينئذ ترفع احتمال المجاز وتبين أنك تريده بعينه، وهذان اللفظان -أعني "النفس والعين"- تفيد الشيء نفسه أنك تريد ذلك الشيء، وأحيانا تأتي به وحده، "جاء زيد نفسه" وأحيانا تأتي بهما معا، تقول: "جاء زيد نفسه" أو تقول: "جاء زيد نفسه عينه" إلا أنهما إذا اجتمعا، نص العلماء على أنه يجب تقديم النفس على العين؛ لأنها أشهر وأكثر في باب التوكيد المعنوي، ولم يرد عن العرب شَاهِد صحيح تَقَدَّم فيه العين على النفس عند اجتماعها، لذلك فإنه ينبغي إذا اجتمعا أن يُقَدَّم النفس على العين.
إن أَكَّدْتَ بهما مفردًا، فإنك تأتي بالنفس أو العين، وقد أضيفت إلى ضمير ذلك المفرد، تقول: "جاء الرجل نفسه" فهنا الفاعل هو "الرجل" جئتَ بـ "النفس" وقد أضفتها إلى "هاء الرجل" تأتي به مؤنثا تقول: "جاءت المرأة نفسها"، فتأتي بها... وكما رأيت تُضاف إلى ضمير المؤكَّد، إذن ينبغي أن يكون المؤكَّد واحدًا، هذا الضمير يعود إليه، إذا كان مذكَّرًا فيكون بضمير المذكَّر، وإذا كان مؤنثا تعيده إليه بضمير المؤنث، لكن لو كان المؤكد أكثر من واحد؛ بمعنى: كان التوكيد لاثنين أو لأكثر من اثنين، يعني المثنى والجماعة معًا، فإن لفظ التوكيد ينبغي أن يكون على وزن "أَفْعُل" أي "أَنْفُس" وَ"أَعْيُن" فإن كانا اثنين تقول: "جاء الرجلان أنفسهما" ولا تَقُل: "نفساهما" بل تجمعه، وسواء كانا اثنين مذكرًا أو مؤنثًا تقول: "أنفسهما"، "جاء الرجلان أنفسهما" و"المرأتان أنفسهما".
وإن كان جمعا فتضيفه إلى ضميره فتقول: "جاء الرجال أنفسهم"، و"النساء أنفسهن"، فإن أضفت "العين"، فكذلك، إن جئت به مع الواحد أفردْتَه: "جاء الرجل نفسه عينه" و"المرأة نفسها عينها"، وإن أتيت به مثنى أو مجموعا أتيت به على وزن "أَفْعُل" مضافًا إلى الضمير: "الرجلان أنفسهما"، "أعينهما"... إلى آخره من أمثلة ما مَرَّ منذ قليل.
هذا ما يتعلق بالنفس والعين، وهو أنها «هذا اللفظ من ألفاظ التوكيد المعنوي» يُؤْتَى به لرفع احتمال إرادة المجاز، رفع احتمال المجاز عن الذات، يكون عندك ذات، محتمل أنك تريد حقيقة الذات هذه، ومحتمل أنك تريد المجاز، أو ما يقوم مقامه، فإذا أتيت بالنفس أو العين تَبَيَّنَ أنك تريد هذه الذات بعينها ولا تريد المجاز؛ بمعنى أنك إذا قلت: "جاء الرجل نفسه"، فأنت تريد "الرجل" ولا تريد خبره، ولا رسوله، ولا من ينوب عنه، ولا كتابه، ولا خطابه، ولا رسالته، ولا غير ذلك من الأشياء، كل هذه غير مقصودة.
من ألفاظ التوكيد المعنوي: "كُلّ" وهي مثل السابقة، ينبغي أن تُضاف إلى ضمير المؤكد، فتقول مثلا: "جاء الجيش كله"، و"جاء القوم كلهم"، فتضيف "كُلّ" إلى ضمير المؤكد، إن كان مجموعًا جمعت الضمير، وإن كان واحدًا مُتَجَزِّئًا أفردت ذلك الضمير، وكل هذه لا تؤكِّد المثنى، والسبب في ذلك أن العرب استغنوا بالتأكيد بـ "كِلاَ وَكِلْتَا" عن التأكيد بـ "كُلّ" فكأنهم قسموا الأمر، قالوا: "كُلّ" للجماعة وللواحد، أما المثنى فله: "كِلاَ وَكِلْتَا" على ما يأتي الحديث عنه بعد قليل.
الأخت تقول: أفرد المحققون من العلماء: ? كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ?21? وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ?؛ لأنه جاء التفسير أن معناه "دَكًّا بعد دَكٍّ"، وأن الدَّكَّ كُرِّرَ عليها حتى صارت هباءً مُنْبَثًّا، وأن معنى "صَفًّا صَفًّا" أنه تنزل ملائكة كل سماء فيصطفون صَفًّا بعد صَفٍّ مُحْدِقِين بالجن والإنس، وعلى هذا فليس الثاني تأكيدًا للأول بل المراد به التَّكْرير، وكذلك قول المؤذن: "الله أكبر الله أكبر"، الثاني لم يؤت به لتأكيد الأول بل لإنشاء تكبير ثانٍ، بخلاف قوله: "قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة"، فإن الجملة الثانية خبر ثانٍ جيء به لتأكيد الخبر الأول.
الحقيقة.. مسألة إنه خبر؛ هو لا يخبر لأن "قد قامت" هو يطلب قيامها أو يُخبر.. نعم، تحتمل أيضًا الخبر.
الأخت تقول: بالنسبة لقول المؤذن: "الله أكبر" التكبير الثاني ليس هو التكبير الأول، هنا كل تكبيرة هي جديدة؛ لأن بين كل منهما غَرَض وهدف يُنشئ فيه الثناء على الله -تعالى- فيكون إعرابها بإعراب جديد، وليس توكيدًا لفظيًّ.
وهذا هو الشأن في كل الأذكار والاستغفار وغيرها، أنه لا يُقال إن الثاني هو الأول ولكنه إنشاء لآخَر، كل واحد منها مقصود لذاته، وليس مجرد توكيد لِلَّفْظِ السابق.
الحديث كان عن "كل" وهي لفظ من ألفاظ التوكيد ينبغي أن يُضاف إلى ضمير فنقول: "كلهم" أو "كلهن".
يقول: السؤال عن الأول: هل تعرب بدايات السور كما في سورة الشعراء: ? طسم ? وفي سورة مريم: ? كهيعص ?، وأيضا في الحديث القدسي: (يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم) إعراب أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم؟ أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ.
أما فواتح السُّور فأنتم تعرفون أن الإعراب طَرَف المعنى، وهذا أمر ينبغي أن يَثْبُت في أذهاننا، الإعراب طرف المعنى؛ بمعنى أنا إذا عرفنا المعنى أعربنا على ضوئه، فنُعرب حتى يَفهم السامع المعنى الذي نُريده، فنحن نرفع المرفوع ليعلم السامع أنه مثلا فاعل أو أنه مبتدأ إلى آخره، وننصبه ليعلم أنه مفعول، فهذا أمر، يرجع الأمر إذن إلى تفسير هذه الحروف المقطعة في أوائل السور، على الرأي الأرجح فيها والأصح فيها وهو أنه تسليم بأن الله أعلم بمراده بها فلا تُعرب؛ لأنها ليست بتركيب، وإنما تُعرب التركيبات المكونة من مسند ومسند إليه، "الأخبار" مثلا التي هي مركب مُكَوَّن من جزأين مسند ومسند إليه نعربه، لكن هذه الألفاظ إذا كانت لم تعامل على أنها مركبات مُنْشَأَة فإنها لا تُعرب.
وعلى القول بأنها مثلا: "الم" معناها: "الله أعلم" مثلا، بعض المفسرين فسرها بهذا التفسير، فتعرب حينئذ بإعراب ما فُسِّرَت على ضوئه، فهنا تعرب على أساس أنها مبتدأ وخبر، ولكن الصواب كما بين المحققون من المفسرون أن هذه الحروف المقطَّعة ينبغي أَلاَّ نحملها على تأويلات لم يرد الخبر الصحيح بها، وإنما يقال فيها: الله أعلم بمراده بها، وحينذاك ليست تركيبًا، ولا إعراب إلا للتراكيب.
وأما السؤال الآخر وهو: (لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم) "أَنَّ" كما تعلمون أحد النواسخ، وهو يحتاج إلى اسم وإلى خبر واسمه منصوب، فـ "أولكم" اسمه منصوب، ثم عطف عليه معطوفات على ما سيأتي -إن شاء الله تعالى- في الحديث عن عطف النسق، والمعطوفات لها حكم المعطوف عليه، فصار "آخركم" منصوبًا معطوفًا على "أولكم" "وإنسكم" كذلك معطوف عليه "وجنكم" كلها منصوبات؛ لأنها معطوفة على المنصوب.
أنا قلت: إن لفظ "كُلّ" هذه ينبغي أن تضاف إلى ضمير يعود إلى المؤكَّد كما حَصَلَ في "النفس" و"العين" قلنا: إنها ينبغي أن تضاف إلى ضمير يعود إلى المؤكد فنقول مثلا: "جاء القوم كلهم"، لكن لا يُستعمل هذا اللفظ -أعني "كلهم" هذا لا يُستعمل- إلا مع الجمع، أو مع الواحد إذا تَعَدَّد أجزاؤه، وهو النمط الذي سنُبَيِّنُه الآن، ولا يكون للمثنى -كما قلت- اكتفاءً بـ "كِلاَ وَكِلْتَا" التي هي ألفاظ أيضًا تُفيد المعنى نفسه، ما المعنى الذي تفيده "كُلّ" عند التوكيد قالوا: إنها تفيد رفع احتمال إرادة الخصوص بلفظ العموم، "كُلّ" كما تعلمون هي لفظ عموم، أنت إذا قلت: "جاء كلهم" عميتهم ولم تُبْقِ منهم أحدًا، قد يظن ظانٌّ أنك إذا قلت: "جاء القوم" أنه قد جاء بعض القوم أو أكثر القوم، وأنك لما جاء أكثر الناس حكمت عليهم بالمجيء تغليبًا للأكثر، فحتى يُزال هذا الاحتمال وهو أنك لا تُريد بعض هؤلاء القوم أنهم جاء وأغلبهم، وإنما تريد الكل لترفع هذا الاحتمال أتيت بالتوكيد فقلت: "كلهم" عندما تقول: "جاء القوم" وقلت: "كلهم" تَبَيَّنَ أنهم لم يتخلف منهم أحد.
قال العلماء: إن التوكيد بـ"كل" المضافة إلى ضمير إنما تكون للجمع كما قال الله -سبحانه وتعالى: ? فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ? [الحجر: 30]، فـ"الملائكة" هم المؤكد، والتوكيد "كُلّ" وقد أضيف إلى ضمير "هُمْ"؛ "ضمير الجمع" فقيل: "كلهم" قالوا: أو المفرد المتجزِّئ قد يُؤَكَّد، كيف ذلك؟
عندما تقول مثلا: "اشتريت العبد كله"، هنا يمكن أن تكون "كله"؛ لأن الشراء قد يتجزأ يشتري بعضه ويبقي بعضه، فيكون مُبَعَّضًا حينذاك، يمكن هذا، قالوا: إن التوكيد يأتي للمتعدد إما بلفظه كـ"الملائكة" في الآية، فالملائكة متعددون وأكثر من واحد، أو بعامِلِهِ؛ فقولنا: "اشتريت العبد كله" هنا المؤكَّد واحد، ولكن عامِلُهُ يقبل التجزئة؛ لأن الشراء يقبل التجزئة، أما إن لم يحصل التَّعَدُّد لا بلفظه أو بذاته ولا بعامله، فإنه لا يجوز التوكيد بـ"كُلّ"، ولذلك لا تَقُل مثلا: "جاء زيدٌ كُلُّهُ"؛ لأن المجيء لا يتعدد، المجيء يأتي مرة واحدة، ما يأتي بعضه الآن وبعضه غَدًا، كما أنه «المؤكَّد نفسه» بذاته واحد ليس متعددًا، فزيد واحد، فما دام لم يتعدد المؤكد ولم يتعدد عامل المؤكد فلا يجوز التوكيد بـ"كُلّ"؛ لأن "كُلّ" هذه إنما تُفيد رفع احتمال الخصوص، ولا احتمال هنا بخصوصِ بَعْضِهِ؛ لأنه ليس هناك أصلاً أجزاء يمكن أن تُؤَكَّدَ بهذا اللفظ.
حتى لو قلنا: "الزيدان" في المثنى هل يعتبر.....
أما المثنى فله لفظان خاصَّان به وهو "كِلاَ وَكِلْتَا"، يقومان مقام "كُلّ" فـ"كُلّ" لا تُستعمل مع المثنى، بدلها استعمل العرب "كِلاَ وَكِلْتَا" "كِلاَ" للمذكَّر "وكِلْتَا" للمؤنث، فيقال: "جاء الرجلان كِلاَهُمَا" و"المرأتان كِلْتَاهُمَا" وهي في المعنى تماما مثل معنى "كُلّ"، إلا أن "كُلّ" -كما قلنا- خاصة بالجمع أو المفرد الذي يقبل التجزئة، وأما "كِلاَ وَكِلْتَا" فهي للمثنى، إذا قلت: "جاء الزيدان" يحتمل أنهما جاءا معا، ويحتمل أنه جاء أحدهما فَغَلَّبْتَ؛ بمعنى أنه.. نعم، نُطِقَ باثنين ولكن غَلَّبْتَ واحدًا منهما، يسأل سائل ويقول: هل يمكن أن أَذْكُر اثنين وأنا وأريد واحدًا منهما.
قد يكون في الجمع ذلك لكن في التثنية لا؟!
محتمل؛ لأنه قد يكون الأغلب هو الذي جاء فيحمل على الأغلب، لكن هل يكون في اثنين يقال أنه جاء الرجلان وأنت تريد واحدًا من الرجلين؟! هذه كأنها بعيدة، لكن واقع الأمر أنه يحصل في قول الله -سبحانه وتعالى- حكاية عن المنكرين لرسالة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما قالوا: ? وَقَالُوا لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ? [الزخرف: 31]، قال المفسرون: القريتان هي مكة والطائف، يقصدون بالرجل العظيم في مكة الوليد بن المغيرة، ويقصدون بالرجل العظيم في الطائف بن عبد يَالِيل.
فَنَصَّ المفسرون على أن المقصود واحد من هذين الرجلين، فإذن ليس في مكة أكثر من رجل وفي الطائف أكثر من رجل، لكنه رجل من إحدى القريتين، فإذن قوله: "من القريتين"؛ أي من إحدى القريتين؛ لأنه لا يكون رجل من القريتين مَعًا، ولكنه من إحداهما، ومع ذلك قال: "من القريتين"، فقد يُذْكَر لفظ المثنى ويراد به أحدهما في بعض الاستعمالات، بشرط أن يكون السياق يدل عليه ويبينه كما حصل في هذه الآية، فإن السياق يدل على أن المقصود واحد من هذين الرجلين، بناء عليه ما دام يمكن أن يؤتى بلفظ المثنى ويُقصد بواحد ناسَبَ أن يؤتى بـ "كِلاَ" مع المذكر "وَكِلْتَا" مع المؤنث لتوكيد أن المقصود الاثنان معا وليس واحدًا منهما.
هناك أمر يَحْسُن التنبيه إليه: ينبغي أن يكون هناك حاجة للتوكيد بـ "كِلاَ وَكِلْتَا" أما إذا كان المقام مستغنٍ عنهما أو لا يمكن أن يتطرق الشك في إرادة العموم فلا يصح استعمالهما مثل ماذا؟
هناك بعض الأفعال أصلا لا تقوم إلا من اثنين، كأن تقول: "اختصم" أو "تشارك" أو "تقاتل" أو "تصافح" لا يمكن أن يتصافح واحد، أو يتقاتل واحد، أو يتشارك واحد، أو يختصم واحد، لا بد من اثنين أن يحصل منهما هذا الأمر، فإذا قلت: "اختصم زيد وعمرو" أنت لا يتطرق الشك إلى أنك تريد "زيدًا" وحده، حتى تؤكد أنك تريدهما معنا تقول: "كلاهما"؛ لأن أصل الاختصام لا بد أن يكون من اثنين، فالفعل نفسه دَلَّ على أنك تريد الاثنين فلا حاجة للتوكيد بـ "كِلاَ" ولا بـ "كِلْتَا"، إذن لا يجوز التوكيد بـ "كِلاَ وَكِلْتَا"، إلا إذا كان يتطرق الشك إلى أنك ربما تريد واحدًا بلفظ الاثنين، أما إذا ثَبَتَ أنه لا بد أن يكون الاثنان مقصودين، فإنه لا يصح التوكيد بـ "كِلاَ" و"كِلْتَا" لأنه سيكون عَبَثًا حينذاك، إضافة في غير حاجة، ولذلك امْتَنَعَت في هذا المقام.


يقول: السؤال الأول: قوله تعالى: ? إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ ? [آل عمران: 68] لماذا فُتِحَت آخر كلمة "إبراهيم" رغم أنها سُبِقَت بحرف الباء؟
السؤال الثاني: البعض يُطلق على الميت "المتوفي" فما هو الصُّح، "المتوفِّي" أم "المتوفَّى"؟ وما الفرق بينهما؟
السؤال الثالث: "ابن" هل تُكْتَب في وسط السطر بدون ألف وفي أول الاسم بألف، ولماذا؟



أما "إبراهيم": "إن أولى الناس بإبراهيمَ" هذا اسم ممنوع من الصرف، والاسم الممنوع من الصرف إذا جُرَّ فإنه يُجر بالفتح، يعني الأسماء تجر بالكسرة إلا إن كان الاسم ممنوعًا من الصرف فإنه يجر بالفتحة، لماذا مُنِعَ من الصرف؟ قالوا: لعلتين «العَلَمِيَّة والعُجْمَة»، "إبراهيم" علم، وأعجمي، والمقصود بالعُجْمَة ليس أن اللفظ لم يعد عربيًّا فهو في القرآن، كيف يقال إن القرآن ليس بعربي؟! لكن المقصود أن أصل اللفظ لم يأتِ به العرب من عند أنفسهم، ولكنهم نقلوه من لغة أخرى غير لغتهم إلى لغتهم فأصبح منها، فالمقصود بالعُجْمَة في باب الممنوع من الصرف هو ما كان أصله من لغة العجم ثم انتقل إلى العربية فصار جزءًا منها، فاجتمع فيه علتان من عِلَل منع الصرف: العلمية والعُجْمَة، فلذلك جُرَّ بالفتحة وقيل: "إبراهيمَ".
أما المتوفِّي والمتوفَّى: فالْمُتَوَفِّي اسم فاعل وهو الله -سبحانه وتعالى- هو الذي يتوفَّى الأنفس، وأما المتوفَّى فاسم مفعول، نحن عرفنا أن صياغة اسم الفاعل من غير الثلاثي؛ لأن "تَوَفَّى" على وزن "تَفَعَّل" وهو خماسي، وغير الثلاثي؛ «يعني الرُّباعي فما فوق»، إذا أردنا أن نَصُوغ منه اسم الفاعل فإنا نأتي به على وزن مضارِعِه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وفتح ما قبل الآخر؛ أي اسم المفعول، فنقول: متوفَّى هذا المفعول، وأما اسم الفاعل فهو أيضا على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميمًا مضمومة وكسر ما قبل الآخر "المتوفِّي"، فاسم الفاعل "مُتَوَفِّي" واسم المفعول "مُتَوَفَّى" الفاعل الذي يتوفى الأنفس هو الله -سبحانه وتعالى- والمفعول الذي وقعت عليه الوفاة هو الْمَيِّت أو الْمَيْت، ولذلك فنقول "المتوفَّى" لأن الله هو "المتوفِّي"، وطبعًا الفرق حتى من باب الفائدة -ما دام ذُكِرَ الأمر الفرق- بين "الْمَيْت وَالْمَيِّت: قالوا: إن "الْمَيْت": هو من وقعت عليه الوفاة، وأما "الْمَيِّت": هو من شأنه أن يموت، فالجن والإنس يَمُوتُون، كُلُّهُم مَيِّتُون: ? إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ? [الزمر: 30] هذا قيل قبل أن يموت -صلى الله عليه وسلم- بمعنى أنه: "شأنك أن تموت"، وأما "الْمَيْت" فهو وصف لمن وقعت عليه الوفاة.
إذن يقال: "هذا رَجَلٌ مَيْتٌ" لِمَن تُوُفِّيَ".
وَمَيِّت هذا شأن كل مخلوق يَمُوت، كل حي إلا الله -سبحانه وتعالى.
يقول: هل جميع الألفاظ أو الجمل التي جاءت في القرآن الكريم وظاهرها أنها توكيد لفظي ليست في الحقيقة توكيدًا لفظيًّا كـ: ? هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ ? [المؤمنون: 36] أو ? كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ?3? ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ? [التكاثر: 3، 4] هل جميع الجمل أو الحروف والكلمات التي جاءت مكرَّرَة بلفظها في القرآن هل هي في الحقيقة ليست توكيدًا لفظيًّا؟
أُكْمِل الحديث في جواب السؤال الأول عن كلمة: "ابن"، "ابن" هذه دائما تأتي في وصف غالبًا، تأتي وصفًا بعد عَلَم، وقد تأتي بدون وصف، تقول: "قال ابن قدامة"، "ذكر ابن الجوزي"، "قال ابن تَيْمِيَّةَ"، هنا ليست وصفًا، هي فاعل، لكن إذا وقعت بين علمين... طبعا "ابن" هذه من الأسماء التي همزتها همزة وصل، معنى همزتها همزة وصل أنها عند البدء بها ننطق الهمزة نقول: "ابن" وعند الوصل في الدَّرْج عندما تكون "ابن" هذه في وسط الكلام نأتي بها بدون الهمزة فنقول: "قال محمد بن عبد الله"، فنحذف الهمزة في الدَّرْج: بمعنى أننا ما ننطق بها، لكثرة استعمال كلمة "ابن"... طبعا الأصل أن همزة الأصل حتى ولو لم ننطق بها في دَرْج الكلام الأصل فيها أن تَثْبُت؛ لأن همزة الوصل كما عَرَّفُوها أنها همزة تَثْبُت في البدء وتسقط في الدَّرْج، ولكنها في الكتابة ثابتة خطًّا، إلا في هذا المقام: أعني ما تَكَرَّر، وذلك في لفظين: لفظ "ابن" ولفظ "اسم" في مقامين يَتَكَرَّرَان فيهما، لفظ "اسم" في البسملة لكثرة استعمالها: "بسم الله الرحمن الرحيم" أو: "بسم الله" تُحذف همزتها لكثرة استعمالها تخفيفًا، لكن لو أتيت بالبسملة بصيغة أخرى فقلت: "باسمك اللهم" أو قلت: "باسم الله العزيز" أثبتَّ الهمزة، فإنَّ سقوطها إنما هو في البسملة المشهورة المعروفة التي هي: "بسم الله" مختصرة أو: "بسم الله الرحمن الرحيم" كاملة هذه تسقط فيها الهمزة تخفيفًا وإلا فالأصل ثبوتها كتابة، وفي النطق قَطْعًا لأنها همزة وصل تسقط في الدَّرْج، وكذلك "ابن" عندما تكون في التراجم، فإنه يَثْقُلُ عند الكتابة من التخفيف أن الإملائيين حذفوها في التراجم، كيف في التراجم؟
عندما تكون وصفا بين علمين، وصفا لعلم سابق بعده علم لاحق، تقول: "قال محمد بن سعد بن صالح إلى آخره... ما دامت وقعت "ابن" هذه بين عَلَمَيْن الثاني أبٌ للأول، ولم تكن في بدء السطر فإنك تُسقط همزتها تخفيفًا، بمعنى أنها لو لم تأتِ وتوافرت فيها هذه الشروط وجب إثباتها، وقوله تخفيفًا؛ أي أنها همزة وصل، والأصل فيها أن تثبت هذه الهمزة كتابة وتسقط دَرْجًا في النطق، لكن لما كان استعمالها كثيرًا أسقطوها للتخفيف.
اشترطوا لإسقاطها أن تكون بين عَلَمَيْن الثاني والد للأول، وأن لا تقع في أول السطر، فإن جاءت في أول السطر لَزِمَ إثبات الهمزة لها.
فائدة تتعلق بـ "ابن" في التراجم عندما نقول: "فلان بن فلان بن فلان بن فلان..."، كثير من الإخوة وخاصة عندما يقرأ أسانيد الأحاديث، وأنتم كلكم -بفضل الله- طلبة علم وتقرؤون، وربما قرأتم على شيخ أو قرأتم على أنفسكم أو قرأتم في مقام من مقامات العلم بعض الأسانيد، فبعض الإخوة يتحرج ويقول مشكلتي أني لا أَضْبِط إعرابها، وأُحِبّ أن تُبَيِّنَ لي طريقة تُصَحِّح لي الإعراب فيها.
أقول: كلمة "ابن" هذه إذا كانت في سلسلة النسب في الترجمة: "فلان بن فلان بن فلان"، "ابن" الأولى... هي طبعا "نُعُوت" هي أوصاف، نعت ونعوت للكلمة التي قبلها؛ بمعنى أنك إذا قلت: "حدثنا محمد بن صالح بن سعد" فـ "محمد" فاعل وهو المحدث، و"ابن" نعت له مرفوعة، ثم "ابن" هذه مضافة إلى والده "ابنُ صالِحٍ" ما دام جُرّ فإذن نعته "ابن" الأخرى نعت مجرورة، ثم "ابن" الأخرى مضافة إلى التي بعدها؛ إلى العلم الذي بعدها فهو مجرور، ووصفه مجرور، إذن "ابن" الأولى تتبع الأول في إعرابه، والباقيات كلها مجرورات؛ لأنها نعوت للمضاف إليه.
مرة ثانية للذي لم يتضح له؛ لأن هذا مهم لطلبة العلم الذين يقرؤون الأسانيد أو التراجم سواءً في كتب التاريخ أو كتب السِّيَر أو أسانيد الحديث أو غيرها من العلوم التي تعتمد الإسناد، أو حتى في ترجمة الأعلام.
إذا جاءت كلمة "ابن" في سند كَثُرَت في الاسم وفي الترجمة، فإنك تأمل فقط "ابن" الأولى وأعطها إعرابَ العلم الذي قبلها الأول، وما عَدَا ذلك منها فهي مجرورات، والسبب في ذلك والعلة -حتى يكون الإنسان أيضا لا يذكر شيئًا لا يعرف عِلَّتَه- أن كل ما جاءت "ابن" في النسب أو في الترجمة فهي نعت، الأول يختلف مقامه، إذا قلت: "حَدَّثَنَا" أو "هو" فأنت ترفع؛ لأن "حدثنا" فاعل يكون مرفوعًا، أو: "هو محمد" يكون خبرًا مرفوعًا، فنعته مرفوع مثله، بقية "ابن" تكون مجرورة، والسبب في ذلك أن "ابن" هذه التي أعربتَهَا نعتا مرفوعا للفاعل أو للمبتدأ أُضِيفَت إلى العلم الذي بعدها "للوالد"، فصار اسم الوالد مجرورًا فنعته "ابن" التي بعده مجرورة، ثم تلك أيضًا مضافة لعلم آخر فهو مجرور ونعته مجرور وهكذا... تصبح طول السلسلة مجرورات ما عَدَا الأول، بل إن الأول أيضًا ربما يُجَرّ؛ كأن تقول مثلا: عن فلان مباشرة "ابنِ" لأنه مجرور، فحينئذٍ أصبحت السلسلة كلها مجرورة، "ابن فلان، بن فلان..." فإذن يختلف الأول في إعرابه بحسب مقامه، وتكون صفته التابعة له بقية "ابن" في السلسلة تلتزم فيها الجر.
نعود لسؤال الأخ الكريم الذي سأل عن التوكيد اللفظي في القرآن الكريم.
قبل ذلك يا شيخ إذا تكرَّمْت في: "ابْن" بعضهم ينطقها بالتخفيف ويحذف الهمزة فيقول: "بِنْ"، وهذا خطأ شائع؟
إذا بدأ بها وقال: "بِنْ" فهو مخطئ.
لا، في وسط الكلام؟
لا، هي "ابن" لكن إذا قلت: "محمدُ بْن" ما ظهرت الهمزة، "محمدُ بْن"، "دال باء" مباشرة، الخطأ يأتي متى؟
عندما يقال: "بِنْ فُلان"، أو أنه يقول: "محمد" ويسكت ثم يقول: "بِنْ فُلان"، هنا لا يجوز؛ لأن همزة الوصل تسقط في الدَّرْج، ولكنها تثبت في البدء، لا يصح أن تقول: "هذا بِنْ فُلان" أو أن تقول: "محمد"ـ"بِنْ فُلان" أنت سَكَتَّ بينهما؛ لأنك حينذاك لم تستمر في الكلام، وسقوطها إنما يأتي في الدَّرْج تخفيفًا حتى لا يلتقي ساكنان، وليس هناك سواكن، أنت حينئذ بدأت أول الكلام فينبغي أن تأتي بها متحركة للتوصل إلى النطق بالساكن.
طبعا الهدف من همزة الوصل في أول الكلام هو أن يُتَوَصَّل إلى النطق بالساكن؛ لأن "ابْن" هذه و"اسْم" السين والباء ساكنات، فحتى تستطيع أن تبدأ -العرب لا تبدأ بساكن، حتى تستطيع أن تبدأ- بهذه الكلمة تَسْتَجْلِب لها همزة وصل، تحركها لتنطق بمتحرك في الأول، ويبقى الحرف "السين" في "اسْم" "والباء" في "ابْن" تبقى ساكنان، ولا تُغَيِّرْهَا عن الحال التي كانت عليه، فأنت توصلت إلى النطق بالساكن باستجلاب هذه الهمزة "همزة الوصل" وأوقعت الحركة عليها.
يقول: أيها أصح عند العرب: "هَرَبَ الطفل"، أو "نَهَشَ الطفل"، والسؤال الثاني: بعض الكلمات الأعجمية الدارجة عند العرب مثل "الدكتور" أو "البروفسور" كيف تُعرَب في إعراب العربية؟.
قبل أن أُجيبك على سؤالك أعود إلى سؤال الأخ حتى لا يظن أني نسيت هذه، عندما ذكر قال: هل كل ما جاءت كلمات مكررة في القرآن الكريم فإنا نقول: إنها ليست توكيدًا لفظيًّا، كـ: ? هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ ? [المؤمنون: 36] إلى آخره.
هذا يختلف باختلاف المقام، فإنا رأينا أن الآية في سورة الفجر حَكَمَ العلماء عليها بأنها ليست توكيدًا لفظيًّا، لأن التوكيد اللفظي هو أن تكرر الأول بقصد تأكيده، أما إن كان الثاني غير الأول فليس هناك تأكيد، بل هذا غير هذا، وإنما يؤكَّد الشيء نفسه، ولكن لا يمنع هذا أن يكون في القرآن توكيد لفظي، ففي: ? هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ ? هي توكيد لفظي بالفعل، ولا يقول قائل: هل في القرآن تَكْرَار؟! نقول: أصلا هذا الأسلوب -أعني التوكيد اللفظي- هو من أساليب البلغاء، ويأتون به في مقاماتهم، فهو في الدرجة العالية من الفصاحة إذا جاء في مقامه، إذا كنت محتاجًا إلى التوكيد وجئت بلفظ التوكيد فقلت: "جاء جاء الرجل"، تريد أن تؤكد مجيئه، فهذا كلام صحيح وفي درجة عالية من البلاغة؛ لأن المقام مقام توكيد خاصة عندما يكون السامع مترددًا أو شاكًّا، فإذن مجيء التوكيد اللفظي في القرآن ليس معنى ذلك أنه نَقْص في فصاحته، القرآن هو أفصح الكلام بلا جدال في ذلك، ولا خلاف فيه، ومجيء التوكيد اللفظي هو من مقاصد البلغاء التي يلجؤون إليها؛ لأنه أحد الأساليب العربية الفصيحة التي يُلْجَأ إليها لغرض بلاغي متى جاء في مقامه فهو في الذِّرْوَة من الفصاحة والبلاغة.
تقول: ? كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ? كيف نكتشف أن هذا ليس من التوكيد اللفظي، فهل لا بد من الاطلاع على التفاسير؟
سؤال الأخ.. تلك الألفاظ التي تُستعمل في العامية، ويُسْأَل مثلا: هل هي فصيحة أو غير فصيحة؟! طبعا ليس كل ما في العاميات لا أصل له، كثير من الكلام العامي أصوله فصيحة، بل بعض الكلام العامي هو بلفظه فصيح، لكن استعمله العامة، وحينذاك ظَنَّ الناس أنه ليس فصيحًا، وقد ألف العلماء في القديم والحديث عن فصيح العامة؛ أي ما يتكلم به العامة وهو فصيح، من ما يتكلم به العامة ما هو فصيح تماما على ما هو موجود في كلام العرب، ومما تكلموا به ما أصله فصيح وقد حُرِّفَ إما في أصواته أو في حروفه بتقديم أو تأخير أو حذف أو تغيير، ومما تكلموا به ما هو أصلا ليس بفصيح، إما أنه مُحْدَث أو أنه مُسْتَجْلَب من لغة أخرى، من هنا يأتي القول عندما يُقال: هذا اللفظ العامي هل هو فصيح أو غير فصيح؟! هنا الحكم فيه -وهذا ضابط عامّ الحكمُ فيه- الرجوع إلى المعجم، ترجع إلى المعجم فتنظر في هذا اللفظ، هل استعملته العرب أم لم تستعمله، وهل استعملوه بهذه الصيغة أم لم يستعملوه، وهل استعماله في المعنى الذي يستعمله فيه العامة في الوقت الحاضر أم لا؟! كل هذه الأمور ينبغي أن يُنْتَبَه لها، على أن الإنسان إذا تَحَدَّثَ بألفاظ حتى ولو كانت أصولها عربية ولكن أَكْثَرَ العامَّةُ من اسْتِعْمَالها، فإن هذا مما يُنقص وإن كانت الكلمة عربية فصيحة، لكنهم سَمُّو بعض الكلمات "كلمات مُبْتَذَلَة"، وابتذالها جاء من كثرة استعمال العوامّ لها، ولذلك الإنسان يلجأ دائما في أساليبه أن يستعمل من الألفاظ ما لم يكن مبتذلاً.
وأما الألقاب كيف نعربها، تعرب بما تعرب به أي كلمة أخرى وَقَعَت في هذا الموقع، فأي كلمة إذا أَوْقَعْتَها في مكان الفاعل فهي فاعل، وإذا أَوْقَعْتَها في مكان المبتدأ فهي مبتدأ، إلى آخره.. ما دامت قد عُرِّبَت؛ أي هذا اللفظ الأعجمي قد وَصَلَت فيه المؤسسات المعنيَّة بالتعريب وترجمة وبغيره اتفق العلماء على أنها تُسْتَعْمَل في العربية بهذه الصيغة، حينذاك إذا رُكِّبَت في كلام فإنها تُعرَب بإعراب أي كلمة تقع في مثل هذا المقام.
"دَكًّا دَكًّا" هذه إذن نؤجلها إن رأيت
هل لا بد من الاطلاع على التفاسير في ذلك يا شيخ حتى نحكم على هذا بأنه من التوكيد أو لا؟.
لا بد من معرفة المعنى، لأنه إذا عرفت من المعنى أن الثاني هو الأول فهذا توكيد لفظي، وإذا عرفت من معنى التفسير أن الثاني غير الأول فينبغي أن تُعربها بإعراب، لا تعربها توكيدًا لفظيًّا، لأنك إذا أعربتها توكيدًا لفظيًّا صارت هي عين الأول، والمعنى يقول إنها ليست هي الأول.
يقول: "جاء كُلّ الطلبة" الموقع الإعرابي لـ "كُلّ" فاعل أم توكيد، وكذلك: "أكرمت الطلبة كُلّهم"؟ "كُلّهم" توكيد؟
إذا استعملنا "كُلّ" ولم يسبقها مؤكد فهذا خارج عن باب التوكيد، فيكون فاعلاً حينذاك، إنما تُستعمل "كُلّ" بعدها توكيد، وحينئذ يلحق بها ضمير يعود إلى المؤكَّد، وأما الجملة الثانية فهي بالفعل توكيد معنوي؛ لأنه لحقه ضمير يعود على المؤكَّد، والمؤكَّد مذكور قبلها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

التوكيد المعنوي :: تعاليق

بداية انسانة جديدة
رد: التوكيد المعنوي
مُساهمة الخميس أبريل 15, 2010 12:05 am من طرف بداية انسانة جديدة
جزاك الله خيرا
لحن الخلود
رد: التوكيد المعنوي
مُساهمة الخميس أبريل 15, 2010 2:31 pm من طرف لحن الخلود
مليار شكرا ليك

وقول مبروك لكل فصول البنات
IrOn MaN
رد: التوكيد المعنوي
مُساهمة الخميس أبريل 15, 2010 3:53 pm من طرف IrOn MaN
تسلم على الموضوع المفيد دا


وبداية جميلة منك يا وايــــــت هارت
Rewayda
رد: التوكيد المعنوي
مُساهمة الخميس أبريل 15, 2010 7:42 pm من طرف Rewayda
It’S vErY

GoOoOoOoD

ThAnKs fOr U

،،،،،،،،،،،
avatar
رد: التوكيد المعنوي
مُساهمة الخميس أبريل 15, 2010 8:55 pm من طرف prOf
شكرا لك

التوكيد المعنوي Icon_bounce
 

التوكيد المعنوي

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدرسة بيلا الاعدادية بنات :: المنتدى العام :: الارشيف والموضوعات القديمة-
انتقل الى: