مدرسة بيلا الاعدادية بنات
مرحبا بالزائر نرجوا ان تقضى وقت ممتع معنا فى المنتدى ونرجوا ان تصبح عضوا فاعلا فى المستقبل
مدرسة بيلا الاعدادية بنات
مرحبا بالزائر نرجوا ان تقضى وقت ممتع معنا فى المنتدى ونرجوا ان تصبح عضوا فاعلا فى المستقبل
مدرسة بيلا الاعدادية بنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدرسة بيلا الاعدادية بنات

منتدى تعليمى تربوى يعمل على ربط المدرسة بالتلاميذ واولياء الامور داخل وخارج المدرسة
 
الرئيسيةمدرسة بيلا الاعأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اليوم انا معك وغدا فى التراب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نداء الامل
مدير متميز
نداء الامل


انثى
عدد الرسائل : 10896
العمر : 29
الموقع : بيت الامـ ٌٌ ــــل
تاريخ التسجيل : 30/10/2008

اليوم انا معك وغدا فى التراب Empty
23012009
مُساهمةاليوم انا معك وغدا فى التراب

ومامن كاتب إلا سيفنى ...

ويبقي الدهر ماكتبت يداه ...

فلا تكتب بيديك غير شيء ...


يسرك في الآخرة أن تراه ...


سبحان الله ...

عدد ماكان ...

وعدد مايكون ...

وعدد الحركات ...

وعدد السكون ...





التسامح شي جميل
ولكن قليل في هذا الزمان





إلى


من آلمته يوماً ولو بنظره أو بكلمة
فليلتمس لي العذر ..


فاليوم أنا معك وغداً بالترابِ



يا قارئ خطي لا تبكي على موتي .
فاليوم أنا معك وغداً
في التراب .

فإن عشت فإني معك وإن مت فاللذكرى .

ويا ماراً على قبري لا تعجب
من أمري بالأمس كنت معك
وغداً أنت معي في التراب



***************


مؤلم ان تعيش في هذه الدنيا
ولا تجد من يفهم احاسيسك ومشاعرك
ويقدر العقبات التي تعتريك في هذه الدنيا
ويتفهم معنى (التمس لاخيك المسلم الف الف عذر)




' سامحتك من غير علمك ..
فسامحني حتى لو لم تعرفني ..


سامحني حتى لو انك تعتقد بأنه ليس هناك داع للتسامح ..


فقط سامحني


فاليوم أنا معك وغداً
في التراب.







فــ أذكــــروني بـ خير
وأسألكــــــم الدعـــــــــــاء ..


مما راق لي ..
مملكه الحزن



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

اليوم انا معك وغدا فى التراب :: تعاليق

نداء الامل
رد: اليوم انا معك وغدا فى التراب
مُساهمة الإثنين يناير 26, 2009 12:08 am من طرف نداء الامل
اليوم انا معك وغدا فى التراب Sampa025bb979707a82c
Mr.Mosaad
رد: اليوم انا معك وغدا فى التراب
مُساهمة الإثنين يناير 26, 2009 12:10 am من طرف Mr.Mosaad
بارك الله فيك
نداء الامل
رد: اليوم انا معك وغدا فى التراب
مُساهمة الإثنين يناير 26, 2009 12:19 am من طرف نداء الامل
نورت الموضوع
ElM3daWyY
رد: اليوم انا معك وغدا فى التراب
مُساهمة الثلاثاء فبراير 17, 2009 4:23 pm من طرف ElM3daWyY
تقرير: إسرائيل تبدأ حرباً سرية ضد البرنامج النووي الإيراني
نقل تقرير بريطاني أن إسرائيل بدأت حرباً سرية، كبديل عن ضربة عسكرية مباشرة، ضد البرنامج النووي الإيراني. وأوردت صحيفة "التغلراف" البريطانية عن مصادر استخباراتية أمريكية أن الحرب السرية عناصرها: قتلة مأجورين، وعمليات تخريب، وشركات تعمل بمثابة واجهة، وعملاء مزدوجين، لإرباك برنامج إنتاج الأسلحة النووية غير المشروع، على حد قول الصحيفة. التفاصيل
ElM3daWyY
رد: اليوم انا معك وغدا فى التراب
مُساهمة الثلاثاء فبراير 17, 2009 4:30 pm من طرف ElM3daWyY
هواء القاهرة يهدد خصوبة الرجال




كنت قد تصورت واهما فى يوم من الأيام أن منابع الحزن قد جفت !! إلا أن هذا التقرير العلمى الخطير الذى أمامى فجر ينابيع الألم والحسرة من ثانى ويبدو يا ولدى أن الحزن علينا هو المكتوب !! فالهواء يتلوث «بالمنجنيز» بسبب عوادم السيارات والأتوبيسات والميكروباصات ومخلفات المصانع ومصانع البطاريات الجافة وغيرها، ونحن نستنشق «المنجيز» ونصاب بالتسمم والأمراض والعقم وقلة الحيوانات المنوية وضعف الخصوبة، ونتنيل بستين نيلة أمام زوجاتنا واللى بناخده فى الآخر شوية طبطبة وقوم يا سبعى !! سبع مين وزفت مين ما خلاص!! على فكرة نحن لسنا الوحيدين فى مصر الذين نعانى من العقم وضعف الخصوبة، بل هى للأسف الشديد ظاهرة عالمية حيث تنهار وتتهاوى خصوبة الرجال بسبب التلوث !!. ففى مصر مثلا يعانى أكثر من «3 ملايين رجل» من العقم، ويؤكد العلماء أن خصوبة المصريين دخلت منحنى الخطر، وهو ما حذر منه المؤتمر الدولى السابع الذى عقد بالمنصورة وحذر من زيادة مسببات نقص الخصوبة بسبب التلوث، حيث إن 53% من المصريين يعانون من العقم ونقص الخصوبة والضعف الجنسى طبقا للإحصاءات التى أعلنت عنها جمعية المسالك البولية الأمريكية، ليس هذا فقط بل أكدت الأرقام والأبحاث التى أجريت مؤخرا فى كليات الطب ومعاهد البحوث وخاصة الدراسة العلمية الخطيرة التى أجراها د. أسامة عزمى - أستاذ النساء والتوليد بالمركز القومى للبحوث واستشارى العقم وأطفال الأنابيب - حيث اتضح أن نسبة العقم بين بعض فئات المجتمع تراوحت بين 15% و17% وهى نسبة عالية مقارنة بالمعدل العالمى الذى يتراوح ما بين 10% و12% وهو ما يعنى أن هناك زوجا من بين كل خمسة أزواج فى مصر يعانى من مشكلة ما تؤثر فى قدرته على الإنجاب، وهو ما أدى إلى انتعاش عمليات أطفال الأنابيب بنحو 40% فى السنوات الأخيرة!! هذا فى مصر !! أما على مستوى العالم فالانهيار، والنقص الشديد أصاب خصوبة الرجال!! وزمان كنا نذهب للسياحة لنرى معالم الأهرامات والأقصر وتاج محل وبرج إيفل!!الآن أصبحت هناك أنواع جديدة من السياحة فى العالم أهمها «سياحة الخصوبة»، حيث يجوب العالم الأزواج الراغبون فى البحث عن علاج للعقم، وتقصد النساء الهولنديات بلجيكا سعيا وراء متبرعين بالحيوانات المنوية لوجود نقص فى ذلك ببلادهن!! كما تعبر الألمانيات الحدود وراء بويضات يتم التبرع بها، نظرا لأن هذا غير مسموح به فى بلادهن !! وتعد بلجيكا وسويسرا وإسبانيا أشهر الدول الأوروبية فى مجال سياحة الخصوبة والتناسل!! إنه حقا عالم غريب وعليه العوض فى خصوبة «سى السيد» ولا عزاء للرجال!! حتى المطربة مادونا تبحث عن زيادة الخصوبة لديها أمل فى إنجاب طفل ثالث !! ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قامت بعض الدول بتخصيص «منتجعات للخصوبة»، حيث يسافر إليها الأزواج الذين يبحثون عن الإنجاب بعيدا عن المدن وعن التلوث وعن الملوثات الصناعية حتى يحدث الحمل، وبعدها يعودون إلى بلادهم.. لهذه الدرجة الخصوبة انهارت يا رجاله !! ؟ التلوث.. يدمر الرجولة!! التقرير العلمى الخطير الذى أحزننى هو نتائج دراسة علمية خطيرة قام بها علماء جامعة ولاية ميتشجان الأمريكية أكدت فيه أن تلوث الهواء الذى نستنشقه «بالمنجنيز» يسبب نقصا شديدا فى «الحيوانات المنوية» للرجل ويضعفها للغاية، وبصراحة أصابنى القلق جدا لأن العملية مش ناقصة!! حيث يؤكد د. «جيول ويرث» وزملاؤه الباحثون فى هذه الدراسة أن تعرض الإنسان بشكل مباشر للتلوث بالمنجيز من خلال الهواء والغبار المحمل بهذا العنصر يصيب قدرات الرجل فى الخصوبة والإنجاب وظهور العقم بشكل كبير، فالمنجنيز يضاف إلى البنزين ووقود السيارات لمنع الفرقعات ونستنشقه مع عوادم السيارات، وينتشر فى مخلفات الصناعة حيث يستخدم فى إنتاج البطاريات الجافة ويستعمل فى تبييض المنسوجات والصباغة ودبغ الجلود وفى صناعة الأسمدة وغيرها من الصناعات الأخرى، ويدخل المنجنيز ومركبات الجسم بصورة رئيسية عن طريق الاستنشاق وتلوث الغذاء والماء، والخطير هو أن النسبة الأكبر والغالبية العظمى من المنجنيز تدخل إلى جسم الإنسان عن طريق التنفس حيث يحمل الهواء غبار المنجنيز وأبخرته إلى الرئتين فتمتص وتصل إلى الدم ويسبح المنجنيز فى جميع أجزاء الجسم. المرعب فعلا فى هذه الدراسة الأمريكية ان العلماء اكتشفوا أن النسبة التى تلوث بها دم الإنسان المنجنيز لم تكن عالية جدا أو مفزعة بالقدر المخيف، ولكنها للأسف الشديد وهذا هو المحزن أصابت الرجال باضطرابات جنسية شديدة بدأت بضعف القدرة على ممارسة العلاقة الزوجية وضعف الخصوبة وتدنى الرغبة الجنسية وتدنى بشكل شديد فى عدد الحيوانات المنوية وتدنى قدرات الحركة لديها وتأثرت الحيوانات المنوية كما ونوعا مما يؤثر على القدرة الإنجابية للرجال، ليس هذا فقط بل أكدت الدراسة الأمريكية أن استنشاق المنجنيز أثناء الاستحمام بماء الدش والبخار المتصاعد منه قد عرض نحو 9 ملايين شخص فى الولايات المتحدة الأمريكية لضعف الخصوبة ونقص فى عدد الحيوانات المنوية ولاضطرابات عصبية نفسية وعضوية كالهلوسة واضطرابات فى السلوك والحركة وفى تناغم حركات الجسم مثل مرض «باركنسون»، كما تأثرت القدرة على الكلام وضعف فى العضلات هذا بالإضافة إلى التهابات الرئة والقصبات الهوائية والجهاز التنفسى، وكل أعراض التسمم بالمنجنيز الأخرى، وقد حدد الباحثون بدقة حاجة الإنسان اليومية من المنجنيز والتى تتراوح ما بين «2 إلى 5»«ملليجرامات يوميا وأن «5,3 ملليجرام يوميا» هو القدر اليومى المثالى واللازم لاحتياجات الإنسان، وإذا كان ارتفاع نسبة المنجنيز فى الدم تسبب نقصا فى عدد الحيوانات المنوية عند الرجل، فإن المخيف أيضا أن الباحثين يؤكدون أن نقص نسبة المنجنيز فى الدم أيضا يؤدى إلى تدنى قدرات الحيوانات المنوية على الحركة وتدنى عدد توافرها فى السائل المنوى.. ونحن أمام هذه النتائج المهمة لابد أن نردد «سبحان الله» لأن أى اختلال لأى عنصر فى جسم الإنسان سواء بالزيادة أو النقصان يؤثر على صحة الإنسان.. وتبارك الله أحسن الخالقين. ؟ المنجنيز.. يحطم خصوبة الرجال !! إذا كانوا فى أمريكا وأوروبا أصابهم الفزع من تلوث الهواء بالمنجنيز وخطورته على خصوبة الرجال عندهم !! فماذا عن تلوث هواء القاهرة بالمنجنيز ؟!! قبل أن أجيب عن هذا السؤال فهذه السطور من بداية أول كلمة كتبتها هى «بلاغ رسمى» لوزير البيئة «ماجد جورج» لعلها تنال بعض اهتمامه بدلا من إهدار الوقت فى الحديث عن قش الأرز والسحابة السوداء !!! ففى دراسة علمية مهمة عن «التأثيرات الصحية لملوثات الهواء فى القاهرة الكبرى» والمقدمة لأكاديمية البحث العلمى من الدكتورة وجيدة عبد الرحمن أنور أستاذ البيئة وطب الصناعات بجامعة عين شمس.. حذرت فيها من أهم مصدرين لتلوث الهواء فى مصر وهما الأنشطة الصناعية المختلفة ووسائل المواصلات بوجه عام، حيث وصل مستوى تلوث الهواء فى القاهرة الكبرى والتى يقع بها أهم وأكبر منطقتين صناعيتين وهما «حلوان وشبرا الخيمة» من «10 إلى 100 ضعف المستوى المسموح به عالميا» مما يهدد صحة الإنسان بشكل خطير، وأن المعادن الثقيلة توجد فى الهواء وغبار الجو بتركيزات عالية وهى ذات سمية كبيرة، والمنجنيز هو أحد هذه المعادن الثقيلة، كما يعتبر النمو المتزايد والهائل فى عدد وسائل النقل والسيارات فى القاهرة مع عدم تصميم الشوارع تصميما مناسبا أدى إلى زيادة التعرض لعوادم السيارات التى تحتوى على «المنجنيز» السام الذى نستنشقه مع الهواء، كما أن «المنجنيز» يلوث هواء القاهرة ويصيب المصريين بالتسمم بسبب «حلوان» أكبر المناطق الصناعية فى جنوب القاهرة، لأن بها أكثر من «30 مصنعا»، وفى شمال القاهرة يأتى المنجنيز فى منطقة شبراالخيمة عندما تهب الرياح الشمالية فتنقل ملوثات الهواء إلى مدينة القاهرة، وكذلك الرياح الجنوبية من حلوان لتصل نسبة تركيز الملوثات والمنجنيز فى الهواء المحيط بالقاهرة إلى الدرجة الخطيرة التى تصيب خصوبة المصريين فى مقتل !! ويكفى أن اللواء عاطف أمين - مستشار وزير البيئة للتفتيش البيئى - كشف النقاب عن ارتفاع نسبة عوادم المصانع ومساهمتها فى التلوث البيئى بمعدل 37% لتتساوى مع نفس النسبة الناتجة من عوادم السيارات!! وقد أوضحت التقارير الدولية أن الخسائر والتدهور البيئى بسبب عوادم التلوث المختلفة فى البيئة المصرية قد وصل إلى «18 مليار دولار» سنويا !! كارثة!! ؟؟ وأخيرا.. السؤال المهم الآن هل أجرت وزارة البيئة أية دراسات علمية عن تلوث هواء القاهرة بالمنجنيز؟! أنا متأكد أنه ليست هناك أية دراسات من هذا الشكل !! ولا أحد يعرف نسبة التلوث والتسمم بالمنجنيز فى الهواء الذى نتنفسه ؟! ليصاب رجال مصر بضعف الخصوبة وتدن فى عدد الحيوانات المنوية والعقم وهو المطلوب فى ظل هذه الزيادة السكانية الرهيبة..مش كده ولا إيه ؟!! يا سادة.. إن التلوث يزيد الرجال تأنثا!! فالهواء ملوث والغذاء ملوث والماء ملوث !! ويكفى أن ذكور الأسماك فى أنهار بريطانيا قد تحولت إلى إناث بسبب تلوث المياه!! وأن ذكور الطيور المهاجرة إلى أمريكا أصبحت تضع بيضا!! وأن ذكور الدببة الصغار فى النرويج يولدون بأعضاء ذكرية ضئيلة جدا لأنهم يتغذون على أسماك تحتوى أجسادها على سموم وملوثات صناعية!! فهل هى مؤامرة من وزارة البيئة على خصوبة المصريين ؟!
ElM3daWyY
رد: اليوم انا معك وغدا فى التراب
مُساهمة الثلاثاء فبراير 17, 2009 4:37 pm من طرف ElM3daWyY
نظرية داروين بين الخيال والوثائق التاريخية
16/2/2009




افتتح في متحف داروين في العاصمة الروسية معرض علمي بعنوان "البحث عن الأجداد" وذلك بمناسبة المئوية الثانية لولادة العالم الإنجليزي تشالرز داروين.ويقدم المعرض لزواره نماذج من الموجودات والقراءات والمقارنات التي قادت داروين للخروج بنتائج منطقية لنظريته في الارتقاء وأصل الانسان لتلك الحقبة التاريخية.

كما يظهر المعرض للراغبين بالتعمق أكثر في النظريات الداروينيه أن كثيرا مما إنتشر شفويا بين الناس عن داروين لا علاقة له بحقيقة ما صرح به ودونه شخصيا.

وتتحدث الوثائق والجماجم والعظام المعروضة عن الطريق الذي مرت به البشرية قبل وصولها الى شكلها ومستواها العقلاني الحالي. وتؤكد الجماجم التي تعود لأنواع بشرية مختلفة عاشت على الأرض في آن واحد، على وجود أكثر من سلسلة بشرية واحدة
ElM3daWyY
رد: اليوم انا معك وغدا فى التراب
مُساهمة الثلاثاء فبراير 17, 2009 4:42 pm من طرف ElM3daWyY
حان الوقت لزرع الأمل




ــ باقٍ من الزمن يومان فقط ويتسلم أوباما رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، الآمال معلقة عليه لإحداث تغيير فى علاقة أمريكا بمنطقتنا المنكوبة مثلما وعد.. وبالأمس فقط قررت إسرائيل وقف إطلاق النار على غزة من طرف واحد بعد عدوان وحشى بربرى استهدف مدنيين أكثرهم من الأطفال والنساء للأسبوع الثالث فى إصرار غير مسبوق على الإبادة الجماعية لكل الآمنين فى قطاع غزة، وبعد شهور طويلة من حصار لاإنسانى أدانته شعوب العالم.. ـ كانت القنوات الإخبارية وعلى رأسها قناة الجزيرة لاتزال تعرض مشاهد القتل والدمار التى لم يعد جهازى العصبى بقادر على تحمل المزيد منها، ولم يعد عقلى بقادر على استيعاب مايردده غوغائيون منا وهم يدينون الضحية ويتغافلون عن الجلاد!! هنا كان الوقوف ومحاولة البحث عن تفسير لما يحدث ضرورة شخصية ومهنية معا.. مع د. رفعت لقوشة الذى ألجأ إليه أحياناً عندما يشتد الغبار ويسود الضباب ويستعصى على فهم بعض الأحداث، فأجد عنده دائماً الفهم الأعمق والرؤية الأشمل المفكر السياسى وأستاد الأقتصاد بجامعة الأسكندرية .. ومعه ومعكم أحاول المزيد من الرصد والفهم.. عبر هذا الحوار..
نقطة بدء
دائماً تردد أن الرؤية يجب أن تكون من زاوية أوسع، وليس من نافذة المنور.. الآن.. والمشاهد كلها دامية.. ماذا ترينا هذه الرؤية

- نبحث أولاً عن نقطة بدء، ونقاط البدء تتعدد ولكن دعينا نختار نقطة جرى فيها انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية..
وهل تعتبرها نقطة تحول فى مسار المنطقة العربية

- ليس تماماً، ولكنها نقطة تصلح كبداية واحداثيات الزاوية عندها تعطى رؤية أوسع.. ثم ما جرى بعد انتخابه حول رؤيته أو رؤية المجموعة المحيطة به للمنطقة وكيفية التعامل مع مشاكل العالم ومن بينها مشاكل المنطقة، لو دققنا النظر فيما صدر منه والمجموعة التى حوله ومراكز الدراسات الاستراتيجية التى هى بالضرورة أحد روافد تغذية هذه الرؤية سوف نكتشف أنه كان يذهب ويرغب فى تحديد هندسته السياسية لمنطقة الشرق الأوسط بالحركة من الأطراف للمركز؛ الأطراف هى مشاكله مع إيران ثم مع سوريا ثم مع العراق، فإذا تسنى له حل هذه المشكلات أصبح الطريق مهيأ للتعامل مع المركز وهو المشكلة الفلسطينية..
هل هناك من الشواهد التى تبرهن على استنتاجك بمسار الحركة هذا
- هناك دراسات جرت من حوله، وتصريحات انطلقت من معاونيه لو تأملناها وقرأنا مابين السطور، نكتشف اتجاه الحركة؛ من البدايات وهو يعلن أنه يريد حلا سلميا مع إيران، وأنه يرغب فى حل مشكلته مع سوريا، وأنه لن يسحب قواته كلها من العراق، على عكس سابقه الرئيس بوش تماماً.
ولكن الآن المركز مشتعل بشدة فهل من الحكمة أن يتركه ويتوارى عن الأنظار

(ملحوظة كان توقيت الحوار قبل حفل تنصيب أوباما بيومين) - أوافقك، ولكن دعينا نستكمل رحلتنا بعد نقطة البداية فى اتجاه مؤشر الزاوية.. لأنه يرغب فى السير من الأطراف للمركز، ولأنه يرغب فى تبنى طرق من الدبلوماسية الذكية فهو يبحث عن حلول وسط، ولأن بريطانيا (مابين قوسين، ترغب أيضا فى هذا)، وسوف أفتح القوسين أكثر وأقول: هناك لبس فى الفهم لدى العالم العربى ولدى النخبة السياسية حول حقيقة العلاقة بين أمريكا وبريطانيا، فكثيرون يتصورون أن بريطانيا هى تابع لأمريكا وهذا غير صحيح على الإطلاق، فإن صح التعبير فإن بريطانيا هى العقل المفكر لأمريكا، ليس فقط الآن ولكن منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فعندما نعيد قراءة الدور البريطانى كما حدده تشرشل بعد نهاية الحرب العالمية الثانية نكتشف أن أحد هذه الأدوار أن تكون بالقرب من أمريكا، وله تعبير مشهور: لاتتركوا أمريكا وحدها حتى لاتخطئ.. أكثر من هذا كيسنجر نفسه اعترف فى مذكراته وفى أكثر من محاضرة له أنه إبان كان مستشاراً للأمن القومى فى عهد الرئيس نيكسون كان يرسل بتقاريره إلى لندن قبل أن يرسل بها إلى وزارة الخارجية الأمريكية فى واشنطن..
ولكن لماذا تقبل بريطانيا أن تتوارى هكذا خلف أمريكا رغم أنها تستطيع أن تتقدم عليها
- يحدث هذا كثيراً فى السياسة، ففى بعض الأحيان أن يكون التقدم إلى بؤرة الضوء تكلفته باهظة، نعود إلى أوباما.. كانت بريطانيا ترغب وكان أوباما يوافق على توجهات الحركة فى المنطقة من الأطراف إلى المركز وبالتالى باعتماد الدبلوماسية الذكية بحثاً عن حلول وسط تصلح كأساس استراتيجى لاستقرار المنطقة.. فى ضوء هذا جرت اتصالات بريطانية مع حماس وإتصاات أخري مع إيران. إسرائيل كانت على علم بهذه الاتصالات، فعندما يكون هناك مثل هذه الاتصالات لابد أن تعلم بها الإدارة الأمريكية الحالية وبالتالى تعلمها إسرائيل، والدليل خطاب وزير خارجية بريطانيا فى مجلس الأمن، لقد كان خطابا أقل ما يوصف به أنه كان مختلفاً تماما عن الآخرين والبعض كان مندهشاً من اللهجة التى تحدث بها والتى كانت أكثر حدة مع إسرائيل، عودى أيضاً إلى الصحف البريطانية وقد طالب بعضها بوقف تسليح إسرائيل! وأكثر من هذا الذين قادوا المظاهرات فى ميادين لندن منددين بالغزو الإسرائيلى على غزة.. بعضهم من نشطاء حزب العمال الإنجليزى.. إذن شواهد كثيرة تؤكد سياق الحركة ونقطة البداية..
توقيت الصفر!!
بماذا إذن تفسر هذا التحول الحاد فى الموقف البريطانى من إسرائيل
- بريطانيا كانت تدير اتصالات فى إطار تفاهم مع أوباما لبناء هندسة سياسات إعادة ترتيب المنطقة وفجأة اعترضت طريقها الدبابة الإسرائيلية هذه هى القضية، كما ذكرت اتصالات مع إيران ومع حماس ومع سوريا، هذه الاتصالات كلها تتضافر فى اتجاه اتفاق بريطانى أمريكى على كيفية التعامل مع مشاكل هذه المنطقة، هذه الاتصالات كلها كانت تعلم بها تركيا فهى طرف إقليمى فى هذه الاتصالات إذن كل شئ كان يسير على الأرض وإسرائيل كانت تعلم بها وتعلم أيضاً أنها لم تكن فى صالحها على الإطلاق، ولذلك فقد قامت إسرائيل بعمليتها العسكرية ضد حماس لتقطع الطريق على هذه السياسات لأنها وفق حساباتها تضرها استراتيجيا، فقررت أن تتصرف فى توقيت أصبح بالنسبة لها هو توقيت الصفر لأنه بعد أيام قليلة سيأتى 20 يناير موعد قدوم الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة أوباما ولن تستطيع الحركة المضادة، إذ سيتم تفعيل هذه السياسات وينتهى الأمر وبالتالى فقد قررت أن تتحرك حتى موعد وصوله..
ولكن أوباما ظهر فى صورة اللامبال بما يحدث ويشغل العالم

- لأنه حتى هذه اللحظة ليس من حقه فعل شئ فهوليس الرئيس الفعلى للولايات المتحدة
إذن أنت تؤيد صمته

- أتفهمه لأنه عندما يتحدث كرئيس منتخب يصبح وكأن لدى الولايات المتحدة رئيسان، إن تصرفه هذا أشبه باحترام بروتوكول إجرائى
ماشى.. دعنا نلقى بعض الضوء على وزيرة خارجية إسرائيل!! - ليفنى
إنها الأخطر على الإطلاق.. فى كل الأحوال قررت إسرائيل أن تقطع طريق المفاوضات، وبالمناسبة لم يكن السبب بالطبع إطلاق حماس صاروخين أو ثلاثة.. فهى مجرد تلكيكة.. معنى هذا أن توقيت قرار بدء العمليات العسكرية فى غزة لم يكن إطلاق الصواريخ من قبل حماس، كان يسبقها.. هذا التوقيت فى رأيى هو علمها بهذه الاتصالات وقد كان متزامناً على ما أعتقد مع إعلان فوز أوباما على هيلارى كلينتون وحصوله على رخصة الترشيح عن الحزب الديموقراطى، عندها شعرت إسرائيل أن الأمور فى الغالب ستسير فى غير مصلحتها، أما نحن فى العالم العربى فقد شغلنا من أوباما أنه أسود وله جذور مسلمة، وأنه ظاهرة جديدة وكل هذه الأشياء التى تماثل اهتمام الشخص الذى يذهب إلى السينما فينشغل بأفيش الفيلم ولايشاهد الفيلم..
لسه.. الفيلم لم يعرض بعد!! - لا.. اتعرض من بدرى.. والآخرون شاهدوا الفيلم جيداً وخرجوا بالتحليلات والتوقعات.. بينما نحن لازلنا نتأمل الأفيش.
الآخرون
مثل من.. إيران مثلاً
- إسرائيل أولاً.. وربما إيران بعدها، كانت واعية تماماً كيف جاء أوباما، وما هى القوى التى دعمته، وكانت واعية بالدراسات التى خرجت من مراكز الأبحاث الاستراتيجية من حوله، وكانت واعية أيضاً أنه هو كأوباما وحده ليس فاعلاً ولكن معه آخرين ينبغى الانتباه إليهم، وكيف يفكر هو ومن حوله، ثم قبل كل هذا وبعده وأثناءه، كانت واعية للدور البريطانى، وواعية لما هو أخطر من ذلك.. أن المشروع الصهيونى قد انتهى!!.. وأن أوباما يعلم هذا ومراكز الدراسات من حوله تكتب فى هذا.
كيف انتهى المشروع الصهيونى والشواهد تقول إنه فى أوجه

- نعلم أن المشروع الإسرائيلى قد بدأ بأن حدود إسرائيل توراتية من النيل للفرات، لكن الأمر وصل إلى بداية ترتيب حدود دولة إسرائيل من خلال إقامة السور العالى، إذن تم الاعتراف بأن لها حدودا بصرف النظر نقبل نحن بها أو لانقبل.. المهم أنهم اعترفوا هم بها وأن هذه حدود دولتهم إذن منذ أن بنى شارون سوره العازل أصبح هناك دليل على أن المشروع الصهيونى قد وصل إلى منتهاه.. الشئ الثانى أن القوة العسكرية وصلت إلى حدودها السياسية ولا تستطيع أن تتجاوزها..
قوة قتل!!
بمعنى

- الآلة العسكرية الإسرائيلية كانت فيما مضى قوة حرب لأن حدودها السياسية كانت لاتزال مفتوحة، وكانت عندما تنتصر فإن هذا إنما يعنى أنها تستطيع أن تتوغل وتتجاوز نقطة البداية التى تقف عندها.. فى 2006 فى لبنان كان بمقدورها أن تقتل كما تشاء ولكنها لم تحقق انتصاراً على الأرض، وكذلك فى حرب غزة.. وهذا ما حدث أيضا فى فيتنام: فقدت الولايات المتحدة الأمريكية الهدف السياسى من الحرب فتحولت إلى قوة قتل، وبالتالى أصبح العالم كله ضدها.. عودة على بدء.. إسرائيل كانت تعلم وتعلم أن مجموعة أوباما تعلم وهناك مراكز قرارفى الغرب الأمريكى والأوروبى يعلمون أن المشروع الصهيونى قد وصل إلى منتهاه وأن قوتها العسكرية قد بلغت الحد الأقصى لإمكانياتها السياسية.. وبالتالى كان عليها أن تفعل شيئاً لإنقاذ ما يمكن انقاذه، أو على الأقل لتقول أنا هنا..!! وكان لابد أن تفعل ذلك قبل أن يأتى أوباما..
ولكن للأسف هذا الفعل كان ضحيته أطفال غزة الأبرياء! - عندما تتحول دولة إلى قوة قتل لايهمها عدد القتلى.
ولايعنيها أيضاً كل هذه المظاهرات التى اجتاحت شوارع العالم منددة بها فى إجماع غير مسبوق ضدها
- هى تعتبر أن مظاهرات الرأى العام العالمى ضدها مجرد تكلفة تضطر لدفعها للحصول على مكسب استراتيجى.
نظام إقليمى جديد
وما هو هذا الهدف الاستراتيجى خاصة أننا قد قلنا من قبل أنه لم يعد لديها هدف سياسى أو أن حدودها السياسية قد وصلت إلى منتهاها
- هذا يعود بنا لما يجرى الإعداد له فى المنطقة الآن، نظام إقليمى جديد ناتج عن نظام عالمى جديد، هذا النظام الإقليمى الجديد يتصارع على زعامته قوى ثلاث: إسرائيل، إيران، تركيا
والعالم العربى.. هل هو خارج الملعب
- عندما نقول إن العالم العربى قد انتهى فإن هذا صحيح انفعالياً وهذا لأنه لأول مرة يتشكل نظام إقليمى جديد ولايكون العالم العربى جزءاً منه.. نعود لمثلث القوى المتصارع على قيادة المنطقة.. أقول إن تركيا كانت شريكة الاتصالات البريطانية، ولذلك فهى على علم بها جميعا مع حماس ومع إيران ومع سوريا وبالتالى كانت هى الطرف الإقليمى الذى يرعى كل هذه المفاوضات وهى فى نفس الوقت كانت ترعى الاتصالات السورية الإسرائيلية وفى نفس الوقت كان لديها أى تركيا موقف معقد من إسرائيل له أسبابه.
هل هى أسباب دينية عرقية
- أبداً.. حسابات الدول تتجاوز كل هذا، وفى هذا الوقت بالذات توارت كل هذه الاعتبارات تماما.. ولكن تركيا كانت قد بدأت ترصد تحركات الأكراد شمال العراق، والأكراد الآن لديهم اتصالات مع إسرائيل ولذلك هى اتخذت قرارها الاستراتيجى وقررت أن تلعب الآن مع إيران إسرائيل وهو لعب بطريقة 2 إلى 1 بلغة كرة القدم..
الرهان التركى!!
موقف سوريا ماذا عنه

- سوريا كانت على علم بهذه الاتصالات جميعا
موقفها من مصر ألا تراه غريبا وشائكا نوعا ما

بدون شك والعلاقات تسوء. - فسوريا عبر تاريخها كله إلا فى فترة محدودة فى زمن فات كانت تراهن على النظام العربى وعلى القومية العربية، إلى أن بدأ تصدع العالم العربى ومنذ وقت قريب بدأت تتحدث عن نفسها تحت مظلات إقليمية، أحد خطوط هذه المظلة امتدت إلى إيران وآخر امتد إلى تركيا، فأصبح الرهان الأكيد لسوريا فى اتجاه بعيد عن القرار العربى فلم يعد يهمها العرب وبالتالى لم يعد تهمها مصر.. ووفقاً لحساباتها - أى سوريا - الرهان التركى يؤمن لها ما يلى: التحالف المضاد ضد حركة الأكراد فى العراق، وذلك لايتأتى سوى بالتنسيق مع تركيا و إعادة المفاوضات بينها وبين إسرائيل بشروط سورية للحصول على الجولان فهذا لن يحدث إلا بوساطة تركيا.
طيب.. لماذا الهجوم على مصر

- بسقوط الرهان على النظام العربى يسقط الرهان على مصر، أيضاً ما يحدث فى لبنان من خيارات مصر مع لبنان تتقاطع مع خيارات سوريا وقد تم إعلان ذلك فى مؤتمر دمشق من خفض للتمثيل الدبلوماسى فى لبنان.. السبب الثالث يتعلق بقصة الشراكة فى الحكم التى مررتها ليفنى عندما سبقت زيارتها لمصر مباشرة إعلان الحرب على غزة.
وماذا يعنى هذا لسوريا
- إن شراكة الحكم كما ترغب فيها إسرائيل سوف تكون نموذجاً تسعى إليه فى لبنان، وإذا وصلت إسرائيل لهذه الشراكة فى القاهرة فلابد أن تصل إليها فى بيروت.. وقد استشعرت سوريا ذلك بشكل ما.
المربع المغلق!
نعود إلى الموقف المصرى

- تصريح ليفنى وضعه فى المربع المغلق والذى لايستطيع فيه أن يتحرك، وهذا نفس ما حدث مع الرئيس السادات عندما التقى مع مناحم بيجن وفى اليوم التالى تم قصف المفاعل النووى العراقى واصبح الرئيس السادات فى وضع حرج للغاية وخرجت المظاهرات فى كل البلدان العربية تندد بمصر، تماماً مثلما يحدث اليوم وكان عليه أن يدافع عن نفسه فيما لايعلم..
المبادرة المصرية.. هل هى من قبيل حلاوة الروح كما يقولون لاسيما وقد تلاعبت بها إسرائيل أيضاً
- قاعدة إسرائيل فى هذه المبادرة هى نفس قاعدتها فى المبادرة العربية أنها تقبل بها للمناقشة. أعيدك إلى خطاب بيجن فى الكنيست الذى ألقاه عقب خطاب الرئيس السادات الشهير هناك وقد كان محدداً وكانت جمله كلها تدور فى إطار كل شئ قابل للنقاش، فلنجلس، فلنتشاور.. إلخ
لماذا لم توافق عليها

- لأن لديها خطاً موازياً آخر وهو اتفاقها مع كونداليزا رايس حول مذكرة تفاهم تضع الأمن القومى المصرى فى اختبار.
بذكر كونداليزارايس كيف ترى امتناعها عن التصويت على قرار مجلس الأمن رغم إعلانها عن تفهمها للقرار
- لأنه كان مقرراً أن يكون القرار غير ملزم وصياغته تؤكد هذا، أما إذا صوتت عليه أمريكا بالموافقة فهذا يلزمها بالضغط على إسرائيل بتنفيذه وهذا ما لا تريده.
أشعر بأن ما حدث أشبه بلعبة «حلق حوش» التى يلعبها الأطفال فى شوارع مصر وحواريها. - هذا شعور صحيح سببه أننا نتلقى معلومات من على السطح ونحاول وصف ما يحدث فى أعماق البحر ونحن واقفون على الشاطئ، أما إذا قررنا الغوص فى الأعماق فسوف نرى ساعتها مسارات الكرة وهى تتحرك وندرك أنها تسير وفق قواعد معروفة ومتفق عليها مسبقاً وربما ساعتها نفهم هذه القواعد ونستطيع التدخل لمنع أووصول الكرة فى مربع يخدم أهدافنا، أما الوقوف على الشاطئ فلن نجنى منه إلا هذا الشعور بالتوهان وعدم الفهم.. فالنزول إلى الأعماق يجعلنا ندرك أن كونداليزا رايس وهى تمتنع عن التصويت فى مجلس الأمن كانت تحمل فى حقيبتها مشروع تفاهم ستوقعه مع ليفنى.
ماذا تقول بنود هذا المشروع
- الأمر يتعلق بسبل محاصرة خط سير السلاح إلى حماس، (تحقق هذا التوقع بعد أيام قليلة من هذا الحوار) فالولايات المتحدة الأمريكية وحلف الأطلنطى لهما تعهدات بالحركة فى هذا الاتجاه تبدأ من النقط البعيدة عند مدخل باب المندب حتى مدخل قناة السويس.
وماذا عن المراقبين الأوروبيين الذين رفضنا فى مصر وجودهم على حدودنا مع غزة بشكل قاطع وشديد اللهجة. - الرئيس مبارك محق تماماً، لأنه فى مثل هذه الأمور لابد من الوقوف بصلابة فوجود مراقبين دوليين يعنى ابتداءً أن هناك حالة حرب بين مصر وغزة لأنه لايوجد منطق يبرر وجود مثل هؤلاء المراقبين على الحدود بين دولتين شقيقتين أوحتى صديقتين.. الشئ الآخر الذى يعنيه هذا الوضع أن هناك رغبة أمريكية إسرائيلية فى فتح موضوع الأنفاق إذن هناك ترتيب نوايا إسرائيلية تجاه القاهرة.. ويصبح من السهل جداً أن يأتى مراقب من هؤلاء ليقول أن هذه الأنفاق يعبر منها كيت وكيت.. ولذلك كان الرئيس محقاً تماما فى موقفه الحاسم من وجود المراقبين.
هل نتوقع تداعيات لهذا التصرف
- بالنسبة لإسرائيل كلمة «لا» لاتريد أن تسمعها من مصر أبداً وهنا علينا أن نتذكر كلمة لشارون قالها عام 1982، وهى كلمة هامة للغاية، قال إن اتفاقية كامب ديفيد لن تعيش أكثر من عشرين عاماً.. وهنا نسأل كيف تنتهى الاتفاقية
هناك طريقان إما بحرب أو باتفاقية أخرى.. هذه الاتفاقية أهم ما فيها هو شراكة الحكم.. هذه هى القصة، كان يراها شارون بوضوح، وكانت له أيضاً جملة أهم عندما قال: إن ما حدث فى الجزائر يمكن أن يحدث فى مصر، فماذا كان يحدث فى الجزائر ويمكن أن يحدث فى مصر
فى الأسبوع القادم إجابة للسؤال.. وأسئلة أخرى كثيرة.. فإلى ذلك الحين.
ElM3daWyY
رد: اليوم انا معك وغدا فى التراب
مُساهمة الثلاثاء فبراير 17, 2009 4:46 pm من طرف ElM3daWyY
خطاب الي عبد الناصر وقضية ضد السادات




احتفل المعرض فى أقوى حضور جماهيرى له فى الأسبوع الأول منه بشهادات د. جابر عصفور بمناسبة حصوله على جائزة (اليونسكو) للثقافة العربية التى تمنحها المنظمة الدولية (اليونسكو) عن عام 2008، والجائزة تمنح لشخصية ثقافية من أجل إنجازاتها للثقافة التى تخدم العلم والمجتمع العربى. د. جابر عصفور هو المفكر والناقد، ومدير مركز الترجمة، وقد بدأ حياته العلمية بحصوله على درجة الدكتوراة من قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة بمرتبة الشرف الأولى عام 1973 وعمل أستاذا جامعيا منذ عام 1966م وأيضا عمل أستاذاً فى عدد من الجامعات الغربية فى ستوكهولم فى السويد، وعميدا مساعداً بكلية الآداب جامعة الكويت وأستاذاً للنقد الأدبى فى كلية الآداب بجامعة القاهرة كما شغل منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة منذ عام 1992 لمدة 14 عاماً. أدار النقاش د/ عماد أبوغازى..
مهمة صعبة! بدأ د. جابر عصفور حديثه قائلاً: بأنه فى مهمة صعبة لأنه ليس من الذين يتحدثون عن أنفسهم وقال لا أجد فى ذهنى ما أبدأ به إلا بعض الأبيات لصلاح عبدالصبور التى تحدثت عن مولده وأشار د. عصفور بأنه أحد أبناء مدينة المحلة الكبرى.. وقد نشأ فى أسرة فقيرة وتعلم فى مدرسة أسستها جمعية خيرية مسيحية وعندما التحقت بالمدرسة كان الدرس الأول الذى تعلمته هو التسامح ولم يضع أى من القائمين فى المدرسة فى ذهنى سوى التسامح، ولذلك نشأت فى بيئة تقدس التسامح وتؤمن به ولى ذكريات مع زملائى المسيحيين وكانت المدرسة تطل على حارة صغيرة بها مسجد ويطل على ميدان آخره كنيسة وهى التى رعت المدرسة وكنا فى المدرسة مسلمين وأقباطاً ـ وكان يأتى معنا المسيحيون يوم الجمعة للصلاة فى المسجد وكنا نذهب معهم يوم الجمعة أيضا للصلاة فى الكنيسة وكنا نشعر بلا فارق بأننا فى الكنيسة كما نحن فى المسجد لأننا جميعا نصلى لله الذى نطمع فى رحمته وعطائه وإلى اليوم لا أعترف بالتمييز بين المسلم والمسيحى وأحتقره، فأنا رجل مسلم أعتز بإسلامى وهذا لايتعارض مع اعتزازى بأخواتى وإخوانى من المسيحيين، وقد أسهم فى تربيتى مسيحيون كانوا بمثابة الآباء بالنسبة لى، ومن حسن الحظ أن مدينة المحلة مشهورة بمكتباتها الكثيرة، وأشهرها كانت مكتبة البلدية. ولكننى بدأت فى هواية القراءة منذ صغرى مثل بقية أطفال المحلة الكبرى، من «عم كامل»، وعم كامل هو بائع الكتب القديمة يبيعها على (عربة يد)، وكان يبيع الكتاب (بقرش) والبعض كان يستأجره للقراءة ثم يعيده بنصف هذا الثمن. وكنت أقوم باستئجار الكتب، من عم كامل الذى كان يقدر فىَّ التزامى بإعادة الكتب التى أستأجرها منه فى موعدها، فأحبنى الرجل وبدأ يخفض من أسعار الكتب ومن هنا تعلمت القراءة وتفتحت مداركى وأنا فى سن صغيرة ما بين عربة عم كامل ومكتبة المدرسة ومكتبة البلدية، وفى إحدى المرات ذهبت إلى مكتبة البلدية . وعدت للقراءة من عربة عم كامل، وبعد ذلك بعام عدت مرة أخرى إلى مكتبة البلدية، لألتقى بطه حسين، من خلال كتاب صغير وقديم بتلك المكتبة، كتب عليه عنوان «الأيام» وقد كان بالفعل هو «كتاب الأيام» لطه حسين، وقد تغيرت حياتى بفعل قراءة هذا الكتاب، لأننى وجدت أن طه حسين هذا العظيم، كان طفلاً فقيراً وبائساً، وقررت أن أكون طه حسين جديداً، وكانت كتاباته هى التى حددت لى مستقبلى، وكنت وقتها قد انتقلت إلى الإعدادية ثم الثانوية، وظل طه حسين هو معلمى الأول من خلال قراءة كتبه دون أن أراه، وكان أبى دائما عندما يرضى عنى يقول لى (روح إنشاء الله أشوفك مثل طه حسين) وعندما ذهبت إلى الجامعة قررت الالتحاق بقسم اللغة العربية بكلية الآداب حتى ألتقى بطه حسين حيث كان هو عميد الكلية فى ذاك الوقت، ولكنهم قالوا لى أن د. طه حسين لايدرس إلا لطلبة الدراسات العليا، وقلت لأنتظر وأتفوق حتى ألتقى (بعميد الأدب العربى)، ولكننى فى عام الدراسات العليا لم ألتق به أيضا، لأن صحته كانت بدأت تضعف ولايستطيع الحضور للكلية، وطلبت من أستاذتى، «د. سهير القلماوى» ـ هكذا نطقها ـ وعلق قائلا، كان طه حسين ينطقها هكذا وكانت د. سهير تغضب إذ تم النداء لها باسمها مضموم السين.
زيارة العميد! وعاد د. جابر يروى قصته مع طه حسين قائلا، وطلبت من د. سهير أن تصطحبنى لزيارة د. طه حسين، وبالفعل قامت بذلك وأثناء زيارتى له سألنى عدة أسئلة فى كل شئون الحياة، ولم أتذكر إلى اليوم بماذا أجبت لأننى كنت منبهراً بوجودى فى حضرته ولكنه فى نهاية الزيارة قال لها ابنك هذا يا سهير سينبغ فى الدراسات النقدية. غير أن الأيام القصيرة التى تلت هذا لم تأت بما تشتهى السفن، فرغم أننى تفوقت وحصلت على أعلى الدراجات على (دفعتى) إلا أننى لم أعين (معيد)، والسبب أنه كانت هناك منافسة بين عدد من الأساتذة (لتعيين) كل منهم من يعتقد بأنه تلميذه وامتداد له، ولأننى كنت طالباً خجولا، فأصبحت خارج حسابات المنافسين، ولم أعين بدرجة (معيد) بالكلية، وقمت بتسجيل نفسى لاستكمال دراستى العليا بالكلية، وبدأت البحث عن وظيفة، فيما هو متاح، وكانت هناك مسابقة بوزارة التربية والتعليم لتعيين مدرسين، وكان ترتيبى السادس (نتيجة المسابقة)، وكان وقتها وزير التعليم هو (السيد يوسف)، وكنا نطلق عليه لقب (السيئ.. بوقف) لأنه كان متشدداً جداً، وكان من الأعراف أن يتم اختيار المتفوقين للتعيين بالقاهرة ثم يعين الباقى بالمدن والقرى الأخرى، ولكننى وجدت نفسى قد عينت فى قرية نائية بالفيوم، لأنه قام بتعيين خريجى دار العلوم بالقاهرة، ثم وزع خريجى كلية الآداب فى القرى، ووجدت نفسى وقد انتهت أحلامى بالحصول على الدكتوراة، وأن أكون طه حسين الجديد، إلى مدرس فى مدرسة (طوبار الإعدادية)
عبدالناصر! وبالقطع لم أستطع المداومة المستمرة على الدراسات العليا لبعد المسافة، فوجدتنى قمت بكتابة (خطاب) إلى الرئيس جمال عبدالناصر عقب سماعى لخطبة من خطبه عبر (الراديو) حيث كان يتحدث عن الديمقراطية وحرية الشعوب، فأرسلت له رسالة أشرح له فيها ما حدث لى من ظروف استبعادى من التعيين بالكلية ونهاية أحلامى، وأننى على حافة الانهيار، وأرسلت الخطاب فى اليوم التالى، ونسيت الأمر كله. وبعد عدة شهور ذهبت إلى الجامعة للمداومة على الدراسات العليا، فوجدت أن د. سهير تبحث عنى، فذهبت إليها فقالت لى اذهب إلى رئيس الجامعة مشكلتك قد حلت، وذهبت إلى مكتب رئيس الجامعة حيث استقبلنى مدير مكتبه عندما علم باسمى بكثير من الحفاوة والتقدير، واندهشت لأن هذا الرجل نفسه هو الذى قام بطردى عدة مرات عندما حاولت مقابلة رئيس الجامعة قبلاً للشكوى من عدم تعيينى كمعيد. واعتقدت أن تبدل الأمر جاء نتيجة لتدخل د/ سهير القلماوى للدفاع عنى، وأنها استطاعت أن تحل لى المشكلة. وبعد دقائق معدودة وجدت رئيس الجامعة بنفسه يخرج من مكتبه لاستقبالى، ويبشرنى بأن كل شئ قد انتهى، وعلىَّ استلام عملى كمعيد، وقال لى لماذا لم تأت إلىَّ منذ البداية، وكيف صبرت عاماً بكامله على هذا الظلم، فقلت له حاولت، ولكن مدير مكتبك طردنى، وأقسم الرجل بأنه سيطرد هذا المدير، وطبعا لم يفعل. وذهبت فيما بعد لاستلام أوراق التعيين، ومازال الاعتقاد بأن د/ سهير هى التى توسطت لحل مشكلتى، ولكننى فوجئت بأمين عام الجامعة يقول لى (دوشتنا) وهو يخرج خطابى الذى أرسلته إلى عبدالناصر، وقد وقع عليه بنفسه ، وعلمت فيما بعد من سامى شرف مدير مكتب عبدالناصر، بأن ملخصات كل الخطابات التى ترد إليه كانت ترد إليه ليقرأها، وأن ملخص خطابى (لفت نظره) وطلب قراءة الخطاب بنفسه، وقام بالتوقيع عليه والأمر بمتابعة الموضوع ومنذ ذلك الوقت وقد أصبحت (مدينا لعبدالناصر)،
عهد السلام والإقالة من الجامعة!! ومازال د. جابر عصفور يتذكر.. ويروى لنا قصة حياته قائلا: كنا أنا وبعض الأصدقاء نذهب إلى محاضرات زكى نجيب محمود، وغيره من أعلام الفكر فى ذلك الوقت، وحدثت فيما بعد متغيرات كثيرة على المستوى السياسى تأثرنا بها وانتقلنا من عهد عبدالناصر إلى السادات وحدث السلام ولكننى ومازلت أرفض الصلح مع إسرائيل طالما مازالت دولة احتلال، وتقتل العرب، ومازالت القضية الفلسطينية عالقة، وكان علىَّ أن أدفع الثمن لعدم قبولى لهذا الصلح مع إسرائيل. وقد جمعنا الرئيس السادات نحن القوى المعارضة للسلام وقرر إخراجنا من الجامعة، بمشكلة مختلفة فى ذلك الوقت، كانت مشكلة الزاوية الحمراء وكانت تشهد تلك المنطقة أحداثاً للفتنة الطائفية وأنا أعتقد أن السادات هو السبب فى بزوغ الفتنة الطائفية لأنه دفع بالتيارات الأصولية التى تتمسك بالتعصب الأعمى للشارع بهدف القضاء على التيارات اليسارية والناصرية. وقام الرئيس السادات بنقلى كما الآخرين إلى وزارات مختلفة، فكأن مكانى الجديد فى وزارة الشئون الاجتماعية بمكتب الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات، وتصورت أن العقاب قد انتهى، وهناك قابلنى رئيس الهيئة وقال لى يجب أن تحضر يوميا من التاسعة صباحاً وكان يسألنى يوميا عن الفرق بين الشيوعية والماركسية والعديد من المفاهيم، ووجدتها فرصة أن أقوم بمهمتى وهى التدريس ونحن نشرب القهوة. وعندما حصلت على دعوة لجامعة استكهولهم بالسويد، لأكون مدرساً زائراً هناك، ودعنى رئيس الهيئة بالدموع وقال لى لقد تعودت عليك فقد كنت أستاذى فى تلك الفترة القصيرة، وبعد السفر قمنا نحن الأساتذة وقررنا رفع قضية على السادات، وكان قد توفى، ولكن الحكم كان قائماً، وذهبنا إلى أحد أساتذة الحقوق للدفاع عنا ولكنه طلب من كل واحد منا 500 جنيه ولم يكن لدينا هذا المبلغ، وتركناه ودعانا د. نعمان جمعة وطلب أن يقوم هو بالدفاع عنا دون أى أجر، ولكن قبل النطق بالحكم بيوم واحد، أصدر الرئيس مبارك بإعادتنا إلى عملنا بالجامعة، وأرسل إلى أصدقائى، للعودة، وهنا بدأ أصدقائى فى السويد يطالبوننى بألا أعود، وقد حصلت على امتيازات لم تكن موجودة ببلدى ولكننى قررت العودة لأننى كنت ومازلت أعتقد أن بلدى لها حق علىَّ. انتهى مشوار الذكريات لـ د. جابر عصفور كما قال هو ولكنه لم ينته هو من الكلام بعد.. حيث قال إن المشوار الطويل علمنى عدة حقائق.. أولها ألا أخاف من الحق ولا أقول غيره، الدفاع عن حرية الرأى، فأنا مستعد أن أدافع عن حرية رأيك وكأنه رأى رغم أننى لا أومن به. واستشهد فى ذلك بما حدث لـ د. نصر أبوزيد منذ سنوات وقال إنها وصمة عار فى تاريخ المثقفين وفى تاريخ بلدنا، وقال إن آفة المثقفين هى التحزب وهى التى جعلتهم لايملكون أية قوة للضغط. ونصحهم بأن يتعلموا من الإخوان المسلمين كيفية التوحد على كلمة واحدة فقط، ولا يتعلمون غير ذلك!! وبعد انتهاء كلمة د. جابر عصفور منح د. عماد أبوغازى فرصة لأسئلة القاعة التى أجاب عنها مجمعة د/ عصفور. فسأل د. سعيد محمدى من وزارة العدل: هل تدافع عن عبدالناصر رغم أن حكمه كان غير ديمقراطى
وسأله محمد أحمد طالب قائلا.. إسرائيل كيان غير شرعى ويجب استئصاله وليس الاكتفاء بالمصالحة معه إذا منح الفلسطينيين حقوقهم
وسأله مروان حماد: عن الهوية المصرية ومكوناتها الأساسية
وأجاب د. عصفور بقوله سأبدأ أولا بالإجابة عن صاحب نظرية استئصال إسرائيل حتى مع منحنا حقوقنا، وأنا أريد أن أقول إن هذا الكلام خاطئ أيضا لأن التاريخ يتغير وهناك اعتبارات سياسية وإقليمية، متغيرة ولكن هدفنا هو حصولنا على العدل على الأرض، فإذا عاد إلينا حقنا فنحن لا نريد الحروب.. وإلا وصمنا أنفسنا بسمة العنصرية ونحن لسنا كذلك. وإلى أن يكون هناك حوار وجوار بين اليهودى والمسلم والمسيحى إلى أن تعود الأرض ويعود الشتات الفلسطينى إلى موطنه، فنحن لانعترف بالصلح، ونحن بذلك نعطى القوة للمفاوض العربى. وعن الهوية المصرية فقال أنا أومن بما كتبه طه حسين بأن مكونات الهوية المصرية هى أربعة: المكون الفرعونى، والمكون العربى، والمكون الأوروبى، والمكون الحديث، وغياب أحدها يؤدى إلى اختلال الميزان، وهذا ظهر فى فترة الخمسينيات والستينيات، وكانت الثقافة المصرية فى أذهى عصورها. أما الآن فقد أصبح عنصر واحد فقط هو المهيمن على الثقافة المجتمعية فى مصر، وهو العنصر الإسلامى، وأنا أعتقد بأن أى دولة لن تصل إلى أزهى عصورها إلا إذا كانت دولة مدنية. وعن السؤال حول فترة عبدالناصر قال أنا أدين لعبدالناصر الإنسان ولكننى انتقد سلبيات فى فترة حكمه منها غياب الديمقراطية التى كانت السبب فى رأيى فيما حدث 1967 وأعتقد أن الديمقراطية مازالت لم تكتمل إلى الآن. وفى نهاية شهادته قال د. جابر عصفور: ـ المقاومة ليست حمل سلاح، ولكن تبدأ بالفكر أولا.. ولنقاوم الفساد الحكومى والمجتمعى فى مجتمعاتنا العربية أولاً. التعليم العربى مثلا أصبح متخلفاً لأنه لايبدأ بالعقل النقدى، فيجب أن نعمل على تربية الوعى النقدى عند التلاميذ، لم يعد لدينا تعليم لأنه لم تعد لدينا رؤية. قرأت تقريرا فى الستينيات عن التعليم الأمريكى يؤكد أنهم «أمة فى خطر»، فماذا نقول عن أنفسنا (نحن أمة فى كارثة)! لو كان لدينا تعليم صحيح لانتهت كل مظاهر التخلف والفتنة فى مجتمعاتنا الآن. يجب أن نوضح للشباب أن المشروع الإسلامى الحالى المهيمن على الثقافة هو المشروع الذى كان سائدا فى عصور الهزيمة العربية وليس مشروع إسلام ابن رشد، أو ابن سينا من رموز ونوابغ علماء الإسلام المعتدلين الذين أثروا الثقافة العالمية بإنتاجهم. الإسلام العقلانى مهمش الآن فى الدول العربية ومصر.
ElM3daWyY
رد: اليوم انا معك وغدا فى التراب
مُساهمة الثلاثاء فبراير 17, 2009 4:49 pm من طرف ElM3daWyY
الحكومة ليست ضد الاطفال










الأطفال لا يذهبون إلى صناديق الانتخابات، ولذلك فإن أصواتهم لا تقلق الكثير من الساسة عندما تخصص دعما لأسر فقيرة بها أطفال قد لا يصل إلى الطفل من هذه المخصصات إلا الفتات بعد أن يشبع الأب ثم الأم ثم الأبناء الأكبر! إذا حرم الطفل من حقه فى التعليم الجيد والغذاء الملائم والرعاية الصحية يصبح من الصعب أن يخرج من دائرة الفقر، وبالتالى يدفع المجتمع كله الثمن لأنه يهدد أهم قيمة اقتصادية وهى «البشر». قوانين وقرارات كثيرة صدرت مؤخرا من أجل حماية الأطفال وضمان حصولهم على حقوقهم، بعد شد وجذب وجدل طويل حولها، لكن وضع الأطفال بقى كما هو! بل إن بعض الأطفال يتسربون من التعليم ويتعرضون لخطر العمل كل يوم بسبب الفقر فلماذا إذن لم يصلوا إلى حقوقهم؟! هذا السؤال كان محور المؤتمر الذى عقد بالقاهرة بمشاركة خبراء دوليين تحت عنوان «فقر الأطفال والتفاوت فى مستوى معيشتهم»، الذى نظمه المجلس القومى للطفولة والأمومة ومنظمة اليونيسيف ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، وهى نفس الجهات الثلاث التى أعلنت فى بداية المؤتمر عن إنشاء أول «مرصد قومى لحقوق الطفل المصرى» لرصد وتحليل المعلومات والأبحاث ذات الصلة بأوضاع الطفل المصرى لوضعها أمام متخذ القرار لضمان وضع سياسة حقوقية مبنية على الأدلة والنتائج. لكن هل تكفى الأبحاث للوصول إلى سياسات مرضية لتحقيق هذه الأهداف والوصول إلى العدالة الاجتماعية؟ هنا يضع د. أسيفا بيكلى - نائب مدير منتدى سياسات الطفل الأفريقى - ثلاثة معايير لقياس صداقة الحكومات للطفل، هى الحماية من خلال إصدار القوانين التى تحمى الطفل وتكفل له حقوقه، ثم تلبية احتياجات الأطفال الأساسية ورصد موازنات خاصة لتلبيتها، والثالثة مشاركة الأطفال فى اتخاذ القرارات التى تؤثر على تحقيق الرفاهية لهم. وبناء على هذه المعايير قدم دراسته حول تقييم السياسات الحكومية الأفريقية من أجل الأطفال، وتبين من خلالها تقدم كينيا وبوروندى ومدغشقر والمغرب وناميبيا باعتبارها أكثر الدول الأفريقية إصدارا للقوانين التى تكفل حقوق الأطفال خاصة فى التعليم، بينما كانت أكثر الدول الأفريقية التزاما برصد موازنات من أجل تلبية احتياجات الأطفال هى مالاوى، بتسوانا، سيشيل، ناميبيا، بوركينا فاسو من خلال حجم النفقات الحكومية التى رصدت للتعليم والصحة، بينما كانت أكثر الحكومات صداقة للطفل هى موريشيوس، ناميبيا، تونس، ليبيا، المغرب، كينيا، جنوب أفريقيا، الجزائر، لأنها وضعت أحكاما قانونية لمنع استغلال الأطفال. الأبحاث والسياسة العلاقة بين الباحثين وواضعى السياسة كانت محور إحدى جلسات المؤتمر، وهى علاقة شائكة أحيانا كما يوضح د. روبرت شاسكين - الأستاذ بجامعة شيكاغو بأمريكا - فلابد فى البداية أن توضع الأبحاث ونتائجها فى الهيكل التنظيمى لاتخاذ القرارات فى الوزارات، وأن تخصص موارد مالية لإنجاز هذه الأبحاث بما يحقق دقة المعلومات الواردة فيها، وتوضع معايير علمية واضحة لهذه الأبحاث حتى لا تكون أبحاث «سد خانة»، وفى النهاية علينا أن نجيب بوضوح هل سنتخذ القرار أم نضع السياسة على أساس رأى الخبراء أم اتجاه الرأى العام؟! الإجابة عن هذا السؤال ليست سهلة، فعلى سبيل المثال فى امتحانات الثانوية العامة فى مصر هل توضع الأسئلة على أساس رأى الخبراء فى تطوير التعليم أم على أساس ألا يغضب أولياء الأمور؟! وسؤال آخر طرحه د. عبدالمنعم سعيد - مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو مجلس الشورى - حول تعمير سيناء، فالبعض يرونه ضرورة، والبعض الآخر يرى أننا إذا عمرنا سيناء وحدثت حرب فى تلك المنطقة سنخسر هذه الاستثمارات! ولهذا يضع د. عبدالمنعم شرطين لتكون الأبحاث العلمية أساسا لمتخذ القرار، الأول قدرة الأبحاث على التركيز على أفكار قليلة وجاذبة لانتباه السياسيين، والثانى أن تركز هذه الأبحاث على خصوصية مجتمعنا حتى لا يثار حولها جدل دينى أو اجتماعى يجعل متخذ القرار يبتعد عنها. بينما تشير د. هبة نصار - نائب رئيس جامعة القاهرة - إلى مشكلات أخرى قد تقطع ذلك «الجسر» بين الباحثين ومتخذى القرار، منها أن بعض الأبحاث لا يقصد بها خدمة القضايا الملحة أو المطلوب عند متخذ القرار، وبعضها يكتب بلغة أكاديمية بعيدة عن لغة السياسيين، وبعضها نظرى لم يرتكز على التطبيق الذى يشجع السياسى على الأخذ بنتائجه. وهناك أيضا الأغرب، فبعض الأبحاث تجرى خصيصا من أجل قضية يريدها صاحب القرار، ومع هذا لا يتم الأخذ بنتائجها لأن السياسة التى يتم تطبيقها شىء آخر! ولهذا لضمان أن يكون البحث العلمى فى خدمة اتخاذ القرارات السياسية لابد من تحديد منهج البحث بما يتفق مع أهداف صانع القرار، وتحديد المدى الزمنى المطلوب للوصول إلى أبحاث جيدة. أما الدكتورة هدى رشاد - مديرة مركز البحوث الاجتماعية بالجامعة الأمريكية - فتحدثت بصراحة عن الضغوط التى تمارسها الجهة الممولة للبحث من أجل إجرائه لهدف معين، مما قد ينفر متخذ القرار من الاعتماد على هذا النوع من الأبحاث، وأحيانا قد توجد الكثير من الأبحاث التى تدعو لدعم الأطفال مثلا، لكن لا يوجد «التزام» من الدولة لتنفيذها، فتكون الأولوية هنا هى السعى لتأكيد هذا الالتزام السياسى أولا، ثم إجراء الأبحاث لجمع المعلومات اللازمة أو المطلوبة لتنفيذ هذا الالتزام وليس العكس، فقد لا تكون هناك أهمية لوجود «موصد صحى» لقياس مدى حصول الأطفال على حقوقهم الصحية ما لم تكن الأولوية هى هل توجد آلية للمراقبة والمحاسبة فى النظام الصحى أم لا؟! وتشير د. هدى أيضا إلى أن «الحظ» والفرصة أحيانا ما تلعب دورا كبيرا فى اهتمام صانع القرار بمجال بحثى معين كان مهملا من قبل، فاتجاه الحكومة الآن لتقليل الفقر هو فرصة للاستفادة من الأبحاث التى أنتجت وتنتج فى هذا المجال، وعلى الباحثين استغلال هذه الفرص! وهنا يكمل ديمترى جوجو شيفلى - منسق السياسات الاجتماعية بمكتب اليونيسيف بجورجيا - مشيرا إلى أن الأكثر صعوبة من إجراء الأبحاث هو الترويج لهذه الأبحاث والإعلان عن وجودها، فمشاركة المجتمع لتبنى هذه النتائج قد تدفع متخذ القرار إلى الأخذ بها. وفيما يتعلق بخفض الفقر هناك مشكلة أخرى تواجه الباحثين والمنفذين معا هى اختلاف المناهج والأساليب التى تتبناها المنظمات التنموية لخفض هذا الفقر وعدم التنسيق بينها. ؟الطفل كمواطن نطالب دائما بضرورة مشاركة الأطفال فى اتخاذ القرارات الخاصة بهم، لكن كثيرا ما تكون هذه المشاركة «صورية» وهنا تكمن أهمية دور الجمعيات الأهلية لتدريب اليافعين والشباب على ممارسة حقهم بشكل حقيقى فى المشاركة. وأيضا وضع برامج لدعم مشاركة الأطفال فى وضع السياسات والاستماع إليهم فبدون تلك البرامج الممولة لن تكون لمشاركة الأطفال أولوية، مثلما لا يهتم السياسيون إلا بمن بلغ سن 18 سنة، لأنه سيدلى بصوته فى الانتخابات، ولهذا لابد أن تزود هذه البرامج الأطفال بالمعلومات التى تمكنهم من معرفة حقوقهم والمطالبة بها. فكم من الأطفال يتسربون من التعليم بسبب الفقر وهم لا يدركون أن من حقهم حسب القانون 40 جنيها شهريا حتى يظلوا فى التعليم، فمن حقهم المطالبة بهذه الحقوق. وهنا تشير السفيرة مشيرة خطاب - الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة - إلى أن أول خطوة لتخطى عقبة عدم تمتع الأطفال بحقوقهم هى خلق ثقافة تدعم الاعتراف بحق الأطفال فى الحصول على حقوقهم، بداية من أروقة الوزارات المختلفة إلى الأسرة وأجهزة الشرطة، وأماكن الاحتجاز ومؤسسات رعاية الطفل ووسائل الإعلام، فرغم إقرار الكثير من الحقوق للأطفال فى قانون الطفل الأخير، فالأمل فى وصول الأطفال لهذه الحقوق مازال بعيدا، لأن نظرة المجتمع لهذه الحقوق مازالت فى إطار «المساعدة» وليس «الحق»، وما سيغير هذه المعادلة هو أن تكفل لكل طفل تعليما جيد النوعية يسلحه بالمهارات التى تحميه من التمييز فى مواجهة غيره من الأطفال بصرف النظر عن المقدرة المالية للأهل، بما يضمن لكل طفل فرصا متساوية فى المجتمع، واستهداف الأطفال يتطلب سياسات مختلفة، فلا يكفى دعم الأسرة بالطعام لكى يصل للطفل، فالواقع يقول أنه عندما نعطى أطعمة للأسرة تكون الأولوية للأب ثم الأم ثم الأبناء الأكبر سنا ثم الطفل الصغير، فإذا أردنا استهداف ذلك الطفل الصغير فعلينا أن نعطيه وجبة داخل المدرسة لنضمن وصولها إليه! ويعترف د. ماجد عثمان - رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء - بندرة البيانات الخاصة بفقر الأطفال وحقهم فى التعليم، وهناك بعض الحالات يصعب تحديد ما إذا كانت ظواهر أو حالات فردية مثل بيع الأطفال. ؟مقياس الفقر هناك الكثير من المقاييس التى وضعتها الدراسات لقياس الفقر، لكن فقر الأطفال لابد أن يتضمن الفقر كما يدركه الأطفال أنفسهم، وهو ما رصدته دراسة تعدها منظمة اليونيسيف فى «44» دولة على مستوى العالم من بينها مصر، وأعدت الدراسة المصرية بالتعاون بين المجلس القومى للطفولة والأمومة وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة من أجل وضع تعريف مصرى لفقر الأطفال وخريطة جغرافية لفقر الأطفال من الوجوه الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية، وعرضتها د. عالية المهدى - عميدة الكلية - أمام المؤتمر، وأجريت على «25» مجموعة من الأطفال فى محافظتى المنيا والجيزة، حيث تبلغ أعلى معدلات الفقر. ففى المنيا يرى الأطفال الفقير هو من لا يمتلك أرضا، وهو من لايتمتع بالحياة فى أسرة تحبه وتشعره بهذا الحب وليس فقط النقود، وهذه المشاعر أهم عندهم من المأكل والمشرب، بالإضافة إلى الحرمان من التعليم والخدمات الصحية. وفى الجيزة يرى الأطفال الفقير هو من ليس لديه مال ولا ملابس، فالكثير من الأطفال يتركون المدرسة لأنهم لا يمتلكون ملابس مناسبة، وهو أيضا من ليس لديه مرحاض فيه مياه داخل بيته، والمحروم من التسلية والترفيه، ومن يدرس بمدرسة سيئة بدون مقاعد كافية ويعامله المعلمون بعنف، ويشعر الطفل بالتعاسة حين يرسب فى الامتحان، أو حين يعيش فى منزل دون «بلاط»، أو فى منزل ضيق وسط إخوة كثيرين! وردا على سؤال: متى تشعر بالسعادة؟ أجاب الأطفال من المنيا: عندما أصلى، أدخل المدرسة فى بداية العام، فى يوم العيد، حيث الطعام الكثير والملابس الجديدة، وحين يشعر أصدقائى وأسرتى بالسعادة. وفى الجيزة أجاب الأطفال: حين نعامل مثل الأغنياء فى الحصول على أى فرصة، وحين ننجح فى الامتحان، وحين يكون لدينا ملابس جديدة. ؟حكومة صديقة الحكومة صديقة الأطفال إذن ليست تلك التى نستمع لقادتها ليل نهار يتحدثون عن حقوق الطفل، وقوانين من أجل الطفل ومؤتمرات من أجل الطفل وجمع تبرعات من أجل الأطفال، أو حتى تحاسب من يتاجرون بالأطفال، فهذه كلها «نوايا للصداقة»، لكن الحكومة الصديقة حقا هى من تخصص ميزانيات حقيقية تلبى احتياجات الأطفال فى القرى قبل المدن، وتوفر لهم تعليما مجانيا جيد النوعية يكفل لهم الخروج من دائرة الفقر، وقبل ذلك ومن بعده أن تخصص نصيبا لصوت الأطفال فى اتخاذ أى قرار بشأنهم، وألا يكون هذا «النصيب» صوريا، بل حقيقيا بتمكين الطفل من المعلومات التى تمكنه من التعبير الجيد عن مصلحته
ElM3daWyY
رد: اليوم انا معك وغدا فى التراب
مُساهمة الثلاثاء فبراير 17, 2009 4:53 pm من طرف ElM3daWyY
نفرتيتي غادرت مصر بخدعة المانية

اقرأ أيضا
اكتشاف مقبرتين من العصر الفرعوني في سقارة بمصر
23 12 08 | علوم وتكنولوجيا
اكتشاف أثري هام في سقارة بمصر
23 10 06 | علوم وتكنولوجيا
اكتشافات جديدة في "مدينة الموتى" المصرية
20 02 07 | علوم وتكنولوجيا


أخبار أخرى
عقار طبي "يمحو" الذكريات المخيفة

دراسة: ذكور طائر الماناكنز لا تتنافس على الأنثى بل تتعاون

الاحتباس الحراري سيكون أسوأ مما هو متوقع

| ما هي خدمة RSS؟


رأس نفرتيتي من بين اجمل الاثار الفرعونية
كشفت وثيقة نشرت حدثيا كيف لجأ عالم آثار الماني الى الخداع لتهريب تمثال رأس الملكة الفرعونية نفرتيتي الشهير من مصر الى المانيا غي اوائل القرن العشرين.

فقد ادرج عالم الآثار الألماني لودفيج بورخاردت تمثال نفرتيتي خلال قائمة الاكتشافات التي اشرف عليها عام 1913، الا انه وصف التمثال بانه عديم القيمة مصنوع من الجبص، وخبأه في صندوق.

ويعتبر تمثال نفرتيتي النصفي قطعة فنية لا تقدر بثمن ويجذب كل عام حوالي نصف مليون زائر في المتحف المصري ببرلين.

ويقول مراسل بي بي سي في القاهرة كريستيان فريزر ان الوثيقة التي اشعلت الجدل مؤخرا اكتشفت في المعهد الالماني للدراسات الشرقية.

وتسجل الوثيقة تفاصيل لقاء بين بورخاردت ومفتش اثار مصري لبحث جملة مكتشفات العالم الالماني من اجل تقسيمها مناصفة بين مصر والمانيا.

"عمل مذهل"
الا ان رأس نفرتيتي، التي شاركت في حكم مصر في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، كان عملا فنيا مذهلا لذا قرر العام الالماني الاحتفاظ بها " لالمانيا".

وقد غلف بوخاردت التمثال باحكام ووضعه في صندوق في غرفة معتمة وابقى عليه مخبأ، وتعمد ان تكون صورة التمثال التي سلمها للمسؤولين باهتة لا تعبر عن جمال الاثر الحقيقي.

فقد وصف بوخاردت تمثال نفرتيتي بانه مصنوع من الجبس الذي لاقيمة له في حين ان الملامح الملكية لنفرتيتي منحوتة في الحجر الجيري.

وتوضح يوميات العالم الالماني انه كان يدرك القيمة الفنية والاثرية للكشف. ويقول بوخاردت " انه لا يصدق" " يجب ان تراه بعينيك".


نصف مليون يشاهدون التمثال سنويا
ويعتقد أن التمثال نحت حوالي سنة 1350 قبل الميلاد. وقد مول جيمس سيمون أحد أثرياء برلين عملية التنقيب. وقد نقل التمثال إلى ألمانيا بموجب اتفاق أبرم في سنة 1913.

وقد انتشل بوخاردت التمثال من أرض تل العمارنة في شهر ديسمبر/كانون الأول 1912.

ويقول مراسلنا ان الدلائل التي كشفت عنها الوثيقة قد تدعم موقف الحكومة المصرية لاستعادة التمثال.

واعلن المجلس الاعلى للاثار انه على دراية بالوثيقة. وكان زاهي حواس رئيس المجلس قد قال في وقت سابق أن وزارة الخارجية المصرية ستبعث بخطاب إلى ألمانيا تطالب فيه بإعادة التمثال لمصر مؤقتا.

وقد أثار هذا الطلب جدلا واسعا في المانيا وقتها لأن برلينا ترفض إعادته
ElM3daWyY
رد: اليوم انا معك وغدا فى التراب
مُساهمة الثلاثاء فبراير 17, 2009 4:54 pm من طرف ElM3daWyY
سماعي





صبـاح الخـير لجيل، لا يعرف! فى مصر- الآن- رسام عالمى اسمه رجائى ونيس، بدأ خطوطه الأولى فى روزاليوسف «إحسان عبدالقدوس» وتربى فى مدرسة «صباح الخير» «أحمد بهاء الدين» وزامل برسومه المعبرة كاتبنا المفكر «مصطفى محمود».. وقد أتيحت لى رفقته- أنا بقلمى وهو بريشته- فى رحلة إلى اليابان، وكنت قد سافرت مع الرسام إيهاب إلى ألمانيا، وسافرت مع الرسام جمال كامل إلى أسبانيا وسافرت مع الرسام جورج البهجورى إلى لبنان.. ما أجمل ذلك الزمن حين كانت المهنة فوق أى شىء وكنا نفخر بأننا ننتمى لهذه المدرسة الصحفية.. حين كنا- رجائى وأنا- فى اليابان وكان ذلك فى نهاية الستينيات كنا نرتدى الكيمونو- الزى اليابانى- ونمشى فى شوارع طوكيو وكم كان منظرنا مضحكاً.. المهم أثناء عودتنا من طوكيو فضلنا زيارة هونج كونج وذلك العالم السحرى وبعد ذهابنا إلى الفندق بساعة علمنا أن الطائرة قد اصطدمت بجبل وانفجرت فى الجو بعد مغادرتها مطار هونج كونج ولا أزال أتذكر ابتسامة المضيفة عايدة خالد التى كانت تقول لنا «يكتب المقدر خطاوينا» وراحت هى وركابها فى الحادث الأليم وقد أرسلنا لإحسان عبدالقدوس أغرب برقية اكتبها فى حياتى «Still safe» أى مازلنا أحياء، وقد مكثنا فى هونج 41 يوماً فى بيت رجل مصر للطيران عزيز عزت وهو خال كمال الطويل.. فتن رجائى بسحر الشرق الأقصى وخصوصاً اليابان وتمنى العودة إليها وقد عاد ثم طار من هناك إلى استراليا ووظف الرسم لعلاج الحالات النفسية الحادة وذاع صيته فقد كانت تجربة فريدة من نوعها وكتب لصباح الخير مقالات من سيدنى يحكى فيها هذا الحلم الواسع.. رجائى غير متحمس لأوروبا ويشعر دائماً بحنين إلى مرضاه فى استراليا وكان بالفن يعالج هؤلاء المعذبين من ضغوط الحياة.
نجوم، ولكن! 1- الغل والحقد، نجوم المجتمع الآن. 2- النصب والطمع، نجوم الأثرياء الآن. 3- الفقر والمرض، نجوم الصعيد الآن.
رؤى فى الفن
يبدو أننا اعتدنا على «آمال ماهر» وهى تشدو بأم كلثوم لأن خارج هذا الإطار لا أحس- عفواً- بها.
أتفهم الألم الكبير الجسمانى والنفسى لهند رستم- ليدى السينما المصرية- بعد رحيل د. محمد فياض طبيب أمراض النسا الكبير.. فقد كانا «توءم».. لم يكن زوجا فقط، كان زوجاً وحبيباً وصديقاً وأباً.
إيمان الطوخى، هذا الصوت الأخاذ والوجه الجميل، «هاجرت» من الوسط الفنى دون إبداء الأسباب، وأظن أن حيثيات الهجرة مفهومة.
لبنان «فيروز، ووديع الصافى» اعتذار عن كل صوت «يتعرى» ليطربنا.
خبر لافت للنظر وضع الممنوعات فى سيارة زوج ابنته وأبلغ بإتجاره فى المخدرات!! (صحف الجمعة 6 فبراير).
الاحترام واجب لأى مواطن مصرى يفهم ألاعيب إيران وخبث سوريا ودهاء حماس و10 وجوه لقطر!
ElM3daWyY
رد: اليوم انا معك وغدا فى التراب
مُساهمة الثلاثاء فبراير 17, 2009 4:55 pm من طرف ElM3daWyY
قصــة حيــاة هيفـاء وهبـى.. بخمسـة مـلايين دولار





المخرج خالد يوسف بعد الاطمئنان على فيلمه «دكان شحاتة» الذى تقوم ببطولته اللبنانية هيفاء وهبى وعمرو سعد والمقرر عرضه فى موسم الصيف المقبل يستعد للتحضير هذه الأيام لفيلم سينمائى جديد بعنوان «الكفيل» الذى تدور أحداثه حول الهجرة غير الشرعية للشباب المصرى إلى الخارج..ومن جهة أخرى لم تحسم «هيفاء وهبى» أمرها بتحويل قصة حياتها إلى حلقات تليفزيونية للعرض على شاشات الفضائيات.. الأجر المعروض على «هيفاء» هو خمسة ملايين دولار!!
باراك وزير الدفاع الإسرائيلى حذر من قيام انتفاضة فلسطينية ثالثة إذا لم تجد إسرائيل وسيلة للإسراع بإيجاد لحل دائم للقضية الفلسطينية بما فيها غزة.
أعربت الفنانة إلهام شاهين عن استيائها من القضايا والمشاكل التى أثيرت حول فيلمها السينمائى الجديد «واحد/صفر» رغم عدم عرضه حتى الآن.. نافية أن تكون هذه القضايا بمثابة دعاية للفيلم الذى يتناول العلاقة بين المسلمين والمسيحيين واحترام الأديان وقناعة كل فرد فى المجتمع بدينه.
تنظم دار الأوبرا حفلا بمناسبة عيد الحب يحييه محمد منير سيحضره 50 ألف مشاهد اكتم السر رئيس الأوبرا سيهدى درع الأوبرا لمنير تقديراً لمواقفه الفنية والاجتماعية والوطنية المتميزة والبارزة خاصة أن هذا الحفل يعد للعام العاشر على التوالى وأكد منير أن دخل الحفل سيخصصه لصالح المخزون الاستراتيجى للهلال الأحمر لمواجهة أى كوارث فى مصر والوطن العربى.
الغانى «جونيور أجوجو» المحترف ضمن صفوف الزمالك طلب من المسئولين تدوين مذكرة رسمية له بشأن العقوبات التى تعرض لها منذ انضمامه للقلعة البيضاء.. اكتم السر.. الأصدقاء المقربون من اللاعب الغانى أكدوا رغبة اللاعب فى الخلع من الزمالك بأى صورة، وقد يستخدم كارت كثرة العقوبات الموقعة عليه فى فسخ تعاقده بصورة رسمية فى الوقت الذى تردد فيه أن اللاعب تلقى وعداً برفع الخصومات الموقعة عليه من قبل، وهو ما لم يتم حتى الآن بدعوى أن اللاعب غير ملتزم فى كل شىء مع فريقه، ولهذا السبب مازال اللاعب ينتهز أى فرصة لهجر القلعة البيضاء.
قررت جامعة حلوان إنشاء كلية جديدة وهى كلية تكنولوجيا هندسة المنسوجات بمنحة مقدمة من صندوق التنمية الكويتى مقدارها (280) ألف دينار كويتى.. جدير بالذكر أن كلية الفنون التطبيقية بالجامعة بها ثلاثة أقسام تهتم بشئون صناعة الغزل والنسيج والملابس تضم (160) عضوا من أعضاء هيئة التدريس، سيعتبرون نواة للكلية الجديدة كذلك هناك مركز تصميم وتكنولوجيا المنسوجات كوحدة ذات طابع خاص بالكلية سيتم ضمها إلى الكلية الجديدة.
ارتفع عدد الشركات السويسرية العاملة فى مصر إلى 100 شركة، حيث تعتبر سويسرا مصر ضمن أهم 7 دول تهتم بزيادة ودعم مجالات التعاون الاقتصادى معها.
نفى المخرج مروان حامد الشائعات التى ترددت مؤخراً حول سرقة شرائط فيلم «إبراهيم الأبيض» من داخل سيارته بعد تصوير بعض مشاهد من الفيلم فى منطقة العجوزة الأسبوع الماضى، لأن التصوير لم يجر فى هذه المنطقة أساساً، كما أنه متوقف لمدة 10 أيام لعدم استقرار حالة الجو.. الفيلم بطولة هند صبرى وأحمد السقا وعمرو واكد ومحمود عبدالعزيز»..ومن جهة أخرى طلب الفنان أحمد السقا بطل فيلم «إبراهيم الأبيض» من المخرج مروان حامد إجازة إجبارية بسبب حالته النفسية السيئة بعد وفاة حصانه الذى كانت تربطه به علاقة قوية.. يذكر أن هذه المرة ليست المرة الأولى التى يصاب فيها السقا بهذه الحالة النفسية حيث ظهرت عليه العام الماضى بعد فقدان أحد خيوله أيضاً.
(500 دولار أمريكى).. رسوم الاشتراك فى مسابقة محافظة القاهرة والجهاز القومى للتنسيق الحضارى حول «ابتكار تصميم عمرانى جديد لميدان رمسيس».
غادة عبدالرازق قررت الاتجاه للغناء وتبحث حالياً عن أغنية مناسبة لتسجيلها وتصويرها فيديو كليب، غادة اعتذرت عن أكثر من عمل جديد لتتفرغ لمسلسل «الباطنية» وفيلم «محمد على».
الفنان أحمد مكى رفض تقديم جزء ثانى من فيلمه «إتش دبور» مؤكداً أنه لاينوى استثمار نجاح هذا الفيلم بشكل يضر مشواره الفنى.. مكى يقوم هذه الأيام بالتحضير لفيلم سينمائى جديد من تأليف عمر طاهر وإخراج أحمد الجندى.
وعد نتانياهو رئيس وزراء إسرائيل الأسبق ورئيس كتلة الليكود المنتظر أن يكون رئيس الوزراء القادم اليمين الإسرائيلى بأنهم سيكونون المشاركين له الحكومة القادمة وسيتم تحقيق إسرائيل الكبرى قريبا!!
خالد أبو النجا يخوض تجربة الإنتاج للمرة الأولى من خلال فيلم «هليوبوليس» بمشاركة المنتج شريف مندور، وقد حصل سيناريو الفيلم على جائزة من شركة نجيب ساويرس فى المسابقة التى أجريت منذ عدة أسابيع، أحمد عبدالله مؤلف ومخرج الفيلم أكد أن فيلمه مرشح لأكثر من مهرجان دولى.
على الرغم من الفترة الطويلة التى امتدت لست سنوات ظل بها فيلم «عايز حقى» بالرقابة إلى أن تم عرضه قبل ثلاث سنوات، إلا أن السيناريست طارق عبدالجليل قرر كتابة جزء ثانى من الفيلم برؤية مختلفة عن الجزء الأول، وسيبدأ تصويره فور انتهاء الفنان هانى رمزى من تصوير الجزء الثانى من فيلمه «نمس بوند».
نور اللبنانية التى تقضى شهر العسل حالياً فى بيروت ولم تتمكن بسببه من حضور العرض الخاص لفيلمها «ميكانو» تتابع من خلال بعض أصدقائها فى القاهرة ردود الفعل حول الفيلم ودورها فيه ومدى إقبال الجمهور عليه.
«رمزى صالح» الفلسطينى الجنسية وحارس مرمى الأهلى اتفق مع رئيس الاتحاد الفلسطينى لكرة القدم على أهمية تأمين سفره من وإلى غزة موطن أسرته، وفى حال قيامه بالسفر إلى القطاع لاسيما أنه لم يستطع القيام بزيارة أهله بغزة خلال الفترة الماضية وبسبب الحصار الإسرائيلى على غزة من قبل.. اكتم السر.. «رمزى» أثنى كثيراً على تعامل المسئولين بناديه الأهلى ووقوفهم معه خلال تلك المحنة، وأثنى على التسهيلات التى قدمها له البرتغالى «مانويل جوزيه» المدير الفنى، وكذلك «حسام البدرى».
مائة مليون جنيه.. قيمة الميزانية التى خصصها بنك HSBC لتطوير المناطق العشوائية بالعاصمة على مدى 5 سنوات بحيث يبدأ بمنطقة دار السلام التى يسكنها 360 ألف نسمة.
هيــثم أحمد زكى يعقد حالياً جلسات عمل مع المــؤلف بلال فضل استعداداً لبدء تصوير فيلم «من ضهر راجل» والمفروض أن أحمد زكى كان من يلعب بطولة هذا الفيلم بعد انتهائه من تصــوير فيلم «حــليم».
ElM3daWyY
رد: اليوم انا معك وغدا فى التراب
مُساهمة الثلاثاء فبراير 17, 2009 4:56 pm من طرف ElM3daWyY
أنقـــذوا الزمـــالك




جاءت هزيمة الزمالك الأخيرة من فريق غزل المحلة الذى يقبع فى المركز الثالث عشر من الدورى ويصارع من أجل البقاء لتؤكد أن إدارة النادى رغم كل ما تبذله من جهود لا تسير فى الاتجاه الصحيح.. وليست حاسمة فى إداراته وقراراتها التى تمس الفريق.. حتى وإن غيرت الجهاز الفنى من هولمان إلى رفعت ورمزى.. ثم أخيرا إلى السويسرى دى كاستال الذى سقط فى أول اختبار رسمى له أمام غزل المحلة.. الإدارة نسيت أو تناست أن القماشة واحدة.. وهى اللاعبون.. والذين أصبحوا أقل من لاعبى فريق درجة ثانية أو ثالثة. الانقسامات والتمزقات أصبحت تسود الفريق واللاعبين على السواء خاصة أنهم فقدوا روح الانتماء للفانلة البيضاء وفقدوا روح البطولة وفقدوا الرغبة فى الفوز والانتصار فى أى مباراة حتى ولو كانت مباراة أمام فريق درجة ثالثة مثل بنى عبيد الذين أخرجوهم من دور الـ32 وأصبحوا مجموعة من المكسحين والعجزة الذين يقفون يتفرجون على المباراة مثلهم مثل جماهير المدرجات.. كل هذا والإدارة عاجزة عن التعامل معهم وعن السيطرة عليهم.. وشغلها الشاغل أن تتم التعاقدات للاعبين الذين انتهت عقودهم حتى لا يذهبوا للأهلى.. وبمقابل ملايين وهم أصبحوا لا يساون ملاليم فى سوق الاحتراف وفى سوق الكرة.. الأدهى من ذلك أنه إذا استمر الحال على هذا المنوال.. سيقضى على الزمالك.. وسيقضى أيضا على جيل واعد من اللاعبين الأكفاء الذين يعتبرون نواة حقيقية لقاعدة المنتخب الأساسية مثل هانى سعيد وأحمد مجدى وشيكابالا المتمرد دائما.. وغيرهم. إدارة الزمالك يجب أن تتعامل مع الأمر الواقع الذى يعيشه الفريق وهو أن الفريق أصبح بلا أمل وبلا طموح وبلا روح، اللاعبون فقدوا حماسهم نتيجة ضياع البطولات المحلية من قبل أن ينتهى منتصف الموسم ولذا فالنتيجة الطبيعية هى.. هزائم تلو الهزائم.. ونزيف النقاط مستمر لدرجة أننا نخشى أن يصارع الزمالك من أجل عدم الهبوط لأن نتائجه وأرقامه فى البطولة أصبحت مخيفة ومقلقة ففى بداية الدور الثانى توقف رصيد الفريق عند 21 نقطة وانهزم 7 مرات وفاز فى 6 مباريات وتعادل فى 3، وأصبح يحتاج إلى معجزة لإقالته من عثرته. الحل الوحيد أمام الإدارة هو قرار بالاتفاق مع الجهاز الفنى ينفذه دى كاستال.. وهو التركيز فقط على ستة أو سبعة لاعبين من الفريق الأول يعتبرون الأعمدة الأساسية للفريق وفى خطوطه الرئيسية وأن يضموا إليهم فريق 21 سنة واللعب بهم بقية مباريات الدورى الباقية.. فهؤلاء اللاعبون صغار السن لديهم الطموح والروح والإرادة للتصعيد إلى الفريق الأول وإثبات وجودهم ليكونوا الأعمدة الأساسية فيما بعد والزمالك بهذه الطريقة سيضرب عصفورين بحجر.. الأول أنه سيتخلص من صداع التجديد لنجوم فقدوا هويتهم وأصبحوا يبحثون عن مكاسبهم الشخصية مثل جمال حمزة وشيكابالا وغيرهما.. وعلى إدراة النادى أن تفتح الباب على مصراعيه لمن يريد الرحيل منهم.. والنقطة الأخرى أنهم سيعطون الفرصة للنجوم الصاعدين الذين سيثبتون وجودهم حتى ولو كانوا صغار السن.. ومع نهاية الموسم سيقف المدير الفنى على أوجه القصور والنقص فى الفريق وفى بعض المراكز وتكون التعاقدات الجديدة مع بداية الموسم على هذه المراكز الشاغرة فقط وحسب احتياجات الفريق.. وهو بذلك سيبنى فريقا يستطيع أن ينافس على البطولات ابتداء من الموسم القادم. الزمالك ليس لديه ما يخسره من الآن وحتى نهاية الموسم لكن الأهم أن يؤمن خسارته هذه بفريق جديد يولد من جديد ليعيد اسم الزمالك إلى قوته وهيبته.. وعلى إدارة النادى أن تكون حاسمة وقوية ولا تشتغل شغل انتخابات بصفقات وهمية تفسد أكثر مما تفيد. أيضاً هناك مسئولية جسيمة على الجهاز الفنى برئاسة دى كاستال.. وهى السيطرة على الفريق داخلياً.. وإنهاء الخلافات والانقسامات بين اللاعبين واتباع سياسة الأفضل يلعب، فليس من المعقول أن يستمر عبدالواحد السيد يلعب وعبدالمنتصف على الخط.. وعبدالواحد المسئول عن هزيمة الفريق فى آخر مباراتين أمام الأهلى مسئول.. وأمام المحـلة مســـئول.. وهو يلعب لأنه متأكد أنه يلعب وهكذا.. أيضاً أجوجو فشل الجهاز الفنى فى ترويضه ليرحل وشيكابالا مشكلته أنه محتاج مدرب محنك يستطيع ترويضه وجعله يلعب لصالح الفريق وليس لصالحه فقط.. مشكلة الفريق الآن فى ملعب إدارة النادى والجهاز الفنى اللذين يجب عليهما التفكير فى المستقبل.. وألا يخشيا أى شىء.. الإدارة ليس لديها ما تخسره لأنها لن تدخل الانتخابات.. والجهاز الفنى يجب أن يتخذ القرارات ويجرب حتى يصل إلى التشكيل الأمثل والفريق الأمثل. وأخيراً بعد كل هذا.. هل تملك إدارة النادى والجهاز الفنى هذه الجرأة.. أشك.
ElM3daWyY
رد: اليوم انا معك وغدا فى التراب
مُساهمة الثلاثاء فبراير 17, 2009 4:57 pm من طرف ElM3daWyY
حكاية البوشي والمشهد القبيح
بقلم : رشاد كامل










فى آخر لحظة تراجعت عن تسليم «نبيل البوشى» مبلغ ألف جنيه ليستثمرها لى كما كان يستثمر لمئات الشخصيات اللامعة وغير اللامعة، المشهورة وغير المشهورة كلهم أغنياء وأثرياء ولم يكن بينهم «فقرى» واحد مثلى. صحيح أننى خسرت فوائد وأرباح الألف جنيه لكن غيرى خسر ملايين لا أحد يعرف كيف جمعها بهذه السرعة! رجل قفز فجأة إلى دائرة الأضواء بذكاء جهنمى غير عادى، ليس فى اكتشاف عقار لعلاج السرطان!! أو حل عبقرى للقضاء على مشكلة أنابيب البوتاجاز أو العبور بنادى الزمالك من محنته الكروية، لكن بجمع ملايين الدولارات من ناس فاهمة وعاقلة وراشدة ومسئولة تراهم على شاشات الفضائيات وهم يتحدثون بكل الحكمة والاتزان والوقار وكلام بالحساب ونصائح ذهبية لأمثالى من البشر العاديين. أى ذكاء وعبقرية امتلكها هذا الرجل الذى ظهر فجأة لكى يجمع أكثر من 250 مليون دولار ببساطة وسهولة من ناس فاهمة وواعية دون أن يشكوا لحظة واحدة فى ذمة الرجل وضميره؟! كيف أقنعهم بأن من يدفع مائة جنيه سيحصل على أرباح أو فوائد - سمها ما شئت - عشرة أضعاف هذا المبلغ فى شهور قليلة؟! أى استثمار هذا؟! أية شطارة هذه؟! أية عبقرية هذه؟! هذه أسئلة تحتاج لمهارة وشطارة المفتش «كرومبو» وتابعه «سحس بمب»! لم أترك سطرا واحدا عن قضية نبيل البوشى إلا وقرأته بكل الدهشة والتعجب. لكن قصة البوشى شىء وقصة هذا العريس وما فعله مع عروسته أمام المئات شىء آخر تماما! حكاية البوشى وحكاية العريس وما فعله دلالة عن زمن أغبر نعيشه، زمن بلا قيم ولا فضائل ولا شهامة ولا جدعنة ولا أخلاق، زمن مقرف بكل المعايير. حكاية العريس وفعلته مع عروسه نشرها بريد «الأهرام» صباح السبت الماضى، تحت عنوان «المشهد القبيح»، سأعيد نشرها كما هى بتصويرها وأترك الحكم لكم والتعليق لكم، وهذا هو ما حدث بالضبط!
ElM3daWyY
رد: اليوم انا معك وغدا فى التراب
مُساهمة الثلاثاء فبراير 17, 2009 4:59 pm من طرف ElM3daWyY
دفاع عن الممثلين بقلم كاتب عربي




هل يجرؤ أحد منا على الدفاع عن المثليين؟! ولكن الكاتب القدير رءوف مسعد، أصدر أخيراً كتاباً كاملاً، يدافع فيه عن هذا الاختيار، على رؤوس الأشهاد، وعن حقهم- بل واجبهم- فى السير على الطريقة التى يريدون ويختارون. وأظلم الكتاب والكاتب، إذا توقفت عند وصفه بالدفاع عن المثليين.. فهو أعمق هدفاً وأوسع رؤية. هو عمل أدبى وثقافى متميز، انقطع له صاحبه وقتاً طويلاً، وتأمل زواياه المختلفة، وأودعه خبرات عملية خاصة، وتجوال فى الآفاق، واعتمد على نصوص لها وزن. وقف بعدها على المنبر، مسلحاً بحجج يراها مقنعة، وإيمان عميق بقدرة الإنسان على الاكتشاف بنفسه، ومعرفة عالمه بنفسه، واختيار ما يريد وليقول رأيه فى الجنس، الذى يرى أنه أوسع كثيراً من الحدود المتعارف عليها. وكتاب رءوف الجديد عنوانه «ايثاكا» وسأشرح لك معنى الكلمة فى آخر الصفحة، إذا كنت مثلى تسمعها لأول مرة. وهذا الدفاع القوى، الجهير، ليس جديداً على المحامى الضليع، فكتبه السابقة جميعها تدور حول موضوع الجنس. وهو يكاد أن يكون متخصصاً فى هذا الموضوع، يقصر عليه اهتمامه وبحثه وموهبته، وربما حياته، متبحراً فى تاريخه وأسراره وآلياته وأساليبه، ونجاحاته وخيباته، وبتعبيره الخاص فانتازياته. ويصف المؤلف كتابه، لقارئه، من الصفحة الأولى، أنه نص روائى، وهو بالفعل عمل آخر غير الرواية. والنقاد الرصينون الدارسون، هم الذين يستطيعون تقييم موقع النص من فن الرواية، ومدى التزامه بقواعدها. ولكن من جانبى كقارئ، أقول لك إن الكتاب اختار قالباً خاصاً به، ولكن أودعه، ما يريد الإفضاء به لقارئه، ونجح فى توصيل رسالته. قلت لك أن صاحب إيثاكا، مشغول بدائرة الجنس وعالمه المحاط بأسوار حصينة، متوارثة وعميقة الأغوار. والشرارة التى فجرت هذا العمل الأدبى عنده، قضية «كوين بوت»، التى شغلت الرأى العام، وتابعتها الصحف، منذ بعض الوقت، حول مجموعة من الشواذ، يمارسون شذوذهم ويلتقون فى مكان معين، وداهمتهم شرطة الآداب متلبسين، وقدمتهم للقضاء، لمحاكمتهم بمقتضى القانون. بطل النص الروائى مجنون بالجنس، وبتعبير أدق الجنس غير المألوف. ويتنقل بطل الرواية، بين ماضيه البعيد والقريب وحاضره، واكتشافه لجسده وأجساد الآخرين والأخريات، من خلال محطات معينة وشخصيات شاركته الرحلة الطويلة، وتجارب متعددة ومتنوعة. ويتدخل الكاتب بين الحين والآخر، بنصوص مختارة أو مقتطفات من محاضر وإجابات المحققين أو الأطباء أو المهتمين فى قضية كوين بوت، لتدعيم المعنى أو المعانى التى يكرس روايته لها، وتدور حول خصوصية الجسد وحرمته، وحق صاحبه فى التبتل فى حناياه. وقد يكون من حق قارئ الكتاب أن يخلط بين المؤلف وبين بطل الرواية، ولكن فى حدود. فالحق أن قوة الكتاب وتأثيره تنبع من اعتماد صاحبه على ثراء تجربته، وتفنيشه بنفسه، واقتحامه للمواقع بقدميه. وربما يهدف الكاتب من روايته إلى دعم والدفاع عن حق المثليين فى ممارسة خيارهم. ولكن هذا العرض لكتابه لا يهدف معه إلى الترحيب بهذا السلوك. هو يهدف إلى الإقرار بخيارات الآخرين وتعلم الأعتراف بالآخر. ودون من بهذا الاعتراف. فلكل وجهة هو موليها. ولذلك فإنى أخالف المولف فى ميله إلى اعتبار هذا النوع من السلوك تمردا يشترك أصحابه مع المتمردين فى السياسة والثقافة والحياة الاجتماعية، فهناك فارق واسع بين سلوك وأهداف هؤلاء وأولئك. إن جمر التجربة، يجعل كتابه إضافة لتراث الكتابة فى ميدان الجنس، وهو قليل وبالذات فى المكتبة العربية. وفضيلة الكاتب تتبدى فى مواجهة الموانع والتابوهات وقلم الرقيب. وكثيراً ما يتمادى فى هذه المواجهة. ولكن يسند هذا التمادى موهبة الكاتب وتجربته الثرية. هناك فصل خاص «بالتحرش الجنسى» فى الأتوبيسات، لا أظن أن هناك عرضاً له، بهذا القدر من الاتساع والصراحة، فى أى كتابات سابقة. ظل الكاتب الموهوب قابضاً على قضيته، طوال الوقت، حتى فى اللحظات التى كان يبدو فيها أن يثرثر خارج الموضوع، كان هناك خيط يربط، والاقتباسات تؤكد السياق. توقفت عند فقرة نقلها من رواية لليابانى «ناتازاكى» عنوانها «يوميات عجوز مجنون» جاء فيها: «حتى الخمسين من عمرى، لم أكن أخشى شيئاً خشيتى للموت، لم يعد الأمر هكذا الآن، لعلى سئمت الحياة، لا أشعر بالفرق إذا ما عشت أو مت أعرف أنى قبيح ملىء الوجه بالتجاعيد وعجوز، أستطيع البقاء بصحبة امرأة جميلة، بدون أن أثير الشكوك، ولكى أعوض عجزى أقنعها بأن تقيم علاقة برجل وسيم، وأسبب الأزمات، وأحصل بالتالى على اللذة من هذا الفعل؟! لعل هذه اللمحة من قلم الكاتب اليابانى، تؤكد لك التجليات العديدة ومدى الالتواءات وأشكال التعويض والأعماق المتوالية لهذه الغريزة الضارية.. وقد سألت نفسى وأنا أتابع الجهد المضنى الذى تكبده المؤلف فى إبداع هذا العمل وتجويده، هل يستحق الموضوع كل هذا الاهتمام؟! بينما نعانى مما هو أهم وأعمق؟! ثم بدا لى التساؤل سخيفاً لايوجهه إلا سخفاء. فكل قضية تستحق الاهتمام والانقطاع والتأمل العميق. ورغم أن الشواذ- إذا لم يتغير هذا الاسم بعد مرحلة- سيظلون دائماً أقلية. فإن مثل هذا الكتاب يسهم فى نشر ثقافة حقوق الإنسان واحترام الفردية وتقديس الخصوصية وتوسيع مفهوم الحرمة التى يوفرها القانون. وهى ثقافة لا يمكن أن نبقى طويلاً معادين لها. ولأن الكتاب يمجد رحلة الحياة والاستمتاع بأطايبها، وتذوق كل مسراتها، فقد اختار لكتابة عنوان «إيثاكا» وهى مدينة ورد اسمها فى الأساطير اليونانية، واستوحاها الشاعر اليونانى كفافيس فى قصيدة بنفس العنوان، فحواها أنه ليس المهم هو الوصول إلى إيثاكا، ولكن الرحلة- أو التجربة- فى حد ذاتها هدف عظيم. ويستحق عظيم الشكر ناشر الكتاب دار مريت وصاحبها محمد
ElM3daWyY
رد: اليوم انا معك وغدا فى التراب
مُساهمة الثلاثاء فبراير 17, 2009 5:01 pm من طرف ElM3daWyY
الصنعة تحكم




قبل أن تقرأ «فتحى غانم» قامة أدبية وروائية لها مكانتها وبصمتها التى يندر أن تتكرر. فتحى غانم - مهما طال الكلام عنه فهو قليل - وهو الذى أهدى المكتبة العربية روائع ثمينة لا تنسى منها: تلك الأيام، الجبل، زينب والعرش، الرجل الذى فقد ظله، حكاية تو، الأفيال، الساخن والبارد، الغبى.. وغيرها. فتحى غانم تولى رئاسة تحرير «صباح الخير» أواخر الخمسينيات من القرن الماضى، وكذلك رئاسة تحرير «روزاليوسف»، بالاشتراك مع الصحفى الكبير صلاح حافظ فى سبعينيات القرن الماضى، كما تولى رئاسة مجلس إدارة دار التحرير ورئاسة تحرير الجمهورية. لقد أسعدنى الحظ أن أعرف هذه القامة الأدبية الكبيرة عن قرب وأن أجرى معه بعض الحوارات - الشهادة - نشرتها ضمن كتابى عن صحافة ثورة يوليو. وفى ذكرى رحيله العاشرة ننشر له هذه القصة البديعة التى نشرتها مجلة «شل» عام 1996. فتحى غانم قامة أدبية وروائية تستحق القراءة مرة وعشر مرات!

«.. رشاد»
*********************************************

عندما سمعت الصرخات المعتادة تشق صمت الليل، نظرت فى ساعتى وكنت أقرأ صفحة الحوادث أتسلى بها قبل أن أنام. أما زوجتى فكانت فى سابع نومة، ولم أفكر فى إيقاظها، فقد فقدت فضولها لمعرفة ما يحدث بين جارتنا السيدة رتيبة وزوجها الأستاذ زكى، وكانت هناك أيام تتدخل فيها فترتدى على عجل معطفا تستر به قميص نومها وتخرج لتطرق باب جارتنا وكانت رتيبة تفتح الباب بسرعة وكأنها تقف وراءه فى انتظار فاطمة زوجتى، أما الأستاذ زكى فكان يختفى فى حجرته لا يظهر بينما تتحول صرخات رتيبة إلى نشيج ونهنهة وشكاوى، أما الآن فقد أصابنا الملل نحن جميعا سكان العمارة.. وقلت لنفسى إن هذا الشجار المستمر الذى تفضحه صرخات الليل هو من صميم النسيج الذى تتكون منه العلاقة الزوجية بين رتيبة وزكى. ولاشك أنها علاقة مريضة فيها «سادية» نسبة إلى الشذوذ المعروف باسم «المركيز دى ساد» الذى كان يجد متعته ويقضى شهوته بعمليات تعذيب ليصل إلى درجة عالية من اللذة تمتزج فيها النشوة العارمة بالألم الحاد، وكانت فاطمة تسمعنى، أردد هذا الرأى فتسخر منه لأنها لا تفهم أن تكون هناك علاقة بين رجل وامرأة قائمة على هذا الشذوذ الذى تصوره القصص والأفلام ولكنه بعيد تماما عن الواقع وكان رأيها أن الأستاذ زكى رجل وقور شديد الانضباط، ولا يبدو عليه مظهر رجل شاذ أو عربيد يبحث عن النشوة بهذه الوسائل الخيالية الصبيانية وهى لم تر فى عينيه فجورا إذ يغض البصر إذا صادف ورآها فى طريقه، والمرأة تستطيع أن تعرف طبيعة الرجل من نظرته، وكانت تقول أنها تشعر بإحساس خفى - لكنه قوى - إن رتيبة لا تحب الأستاذ زكى، بل هى تكرهه وتستفزه، وصرخاتها الليلية فيها نوع من الابتزاز للرجل فهى تفضحه والصرخات العالية التى تطلقها لا تحافظ على سمعة بيتها. وتحول الاتهام إلى هجوم عندما رويت لفاطمة أن السيدة رتيبة قابلتنى عند باب العمارة، وكانت فى عينيها تساؤلات ونداء فتوقفت أنتظر ما تريده، فاقتربت منى وسألتنى إذا كنت أستطيع أن أقدم لها استشارة هى فى أشد الحاجة إليها وهمست: - الأمر يخصنى أنا وزوجى زكى. كان وجهها المستدير متوردا، وعيناها الواسعتان لؤلؤتين سوداوين حزينتين، وكانت قصيرة نصف ممتلئة بين الأربعين والخمسين، وربما أصغر من زوجها بسنتين أو ثلاث، ولاشك أنها جميلة، ولكن استدارة وجهها واستدارة عينيها تركا فى نفسى شعورا بالانقباض لازمنى بعض الوقت، حتى فسرته بأن وجهها وهى تحدثنى كان أقرب إلى شكل بومة وليست فيه الوداعة التى ألاحظها فى وجه الأستاذ زكى وكان طويل القامة وسيما. قلت للسيدة رتيبة، وقد رسمت ابتسامة تحمل معنى الاعتذار: - تعرفين يا هانم أنى لست محاميا شرعيا. ثم أردفت وقد اتسعت ابتسامتى بلهجة ساخرة كأنى أسخر من نفسى: - أنا محامى جنايات والعياذ بالله! قالت فى إصرار وملامح وجهها تكتسب صرامة: - أريد استشارتك. وأضافت بسرعة وعيناها تلمعان فى حزن: - متى أحضر إلى مكتبك؟ أجبت وأنا أهنئ نفسى على سرعة بديهتى: - لماذا لا تتفضلين بالحضور عندنا.. سوف ترحب بك فاطمة وأسمع منك كل ما تريدين. سكتت لحظة، وكأنها لم تسترح لهذه الدعوة، وكانت تفحصنى بعينيها ويبدو أنها أرادت أن تعترض على اقتراحى، لكنها غيرت رأيها واتخذت قرارها بسرعة إذ قالت: - سوف أحضر. وعندما علمت فاطمة بما جرى بيننا تصاعد هجومها، وأفاضت فى الحديث عن هواجسها نحو تلك المرأة، ماذا تريد السيدة رتيبة؟ هل وجدت رجلا آخر وتريد الطلاق؟! أم أنها كانت على علاقة سابقة وحانت الفرصة لأن تتخلص من الأستاذ زكى؟ ثم تتهمنى بأنى أعطف على رتيبة لأنى معجب بها وأنى شجعتها على أن تتقدم وتطلب استشارتى ثم تسألنى إذا كانت رتيبة تراودنى عن نفسى، وأنى الرجل الذى تريد منه أن يساعدها للخلاص من زوجها، ثم تقول فاطمة ساخرة: - وتساعدها بعد ذلك فى الخلاص منى. وأهتف محتجا: - يا فاطمة ما هذا الجنون.. ألا تثقين فى زوجك؟! فتقول: - لكنى لا أثق فى النساء أمثال رتيبة. وجاءت رتيبة وكان حديثها مفاجأة لم أتوقعها، كانت فى ذروة العقل ولا تريد الطلاق، زوجها تنتابه لحظات هياج فيهاجمها ويضربها وهى تخشى أن يصيبها بعاهة وهى تسألنى إذا كنت أستطيع أن أتكلم مع زوجها لأقنعه بأن يذهب إل طبيب أمراض نفسية، كانت حائرة واستمعت إليها فى فضول وفى أعماقى صوت يتهمها بالمبالغة وأنها تقول هذا الكلام لأنها فى بيتى، ولو كانت جاءت إلى مكتبى لقالت كلاما آخر، وكانت فاطمة قد تركتنا وحدنا بعض الوقت ثم دخلت ورحبت بها بعواطف حارة واشتركت معنا فى الحديث، وقالت لرتيبة إنى تحت أمرها، ووعدتها بأن أنتهز فرصة مناسبة لأفاتح الأستاذ زكى فى الموضوع بطريقة غير مباشرة، ولما انصرفت رتيبة سألتنى فاطمة فى إلحاح عن رأيى وهل تخفى رتيبة أمرا ما. قلت لها: يجوز! فصاحت: - ماذا تعنى؟ كنت أشعر بإرهاق فأجبتها بثرثرة عفو الخاطر أنى كمحام جنائى مرت بى تجارب بعدد شعر رأسى عن تصرفات البشر فكل شىء جائز، وانتابنى شعور بالانقباض وكأنى أقف على حافة منظر غامض لأعماق نفس بشرية ولا أستطيع أن أتبين ما أراه، فكأنى أواجه متاهة لا نهاية لها، وحاولت أن أبحث عن وسيلة لأفى بوعدى لرتيبة وأخاطب الأستاذ زكى فى أمر استشارة الطبيب وكنت أنوى أن أستدرجه فى حديث عابر وأزعم له أن الذى فى حاجة إلى طبيب هو زوجته ليذهبا معا ويواجها الطبيب معا، لكن الأستاذ زكى اختفى بعض الوقت وقالوا إن شركة النسيج التى يعمل بها أرسلته لشراء بعض المعدات من الخارج، ولما سمعت هذا الخبر من رتيبة ترجمته بينى وبين نفسى أنه قد اختفى فى أحد المستشفيات ليعالج نفسه، وأنه استمع إلى نصيحة زوجته، وأن رتيبة قررت أن تبتعد عنى وعن فاطمة، وربما شعرت أننا لم نقف معها فى محنتها، وعاد الأستاذ زكى فلم نسمع صراخ رتيبة لفترة طويلة، حتى كانت تلك الصرخة التى شقت صمت الليل وأنا أستعد للنوم بقراءة صحيفة الحوادث، ولم تستمر الصرخات طويلا، فقلت لنفسى أن حالة الأستاذ زكى قد تحسنت كثيرا وأن العلاج قد استطاع أن يخفف كثيرا من حدة مرضه، وكان ذلك هو آخر خاطر طاف برأسى قبل أن أنام، حتى استيقظت على صوت جرس الباب تصاحبه دقات متصلة فيها إلحاح وعصبية، وكانت فاطمة قد سبقتنى واستيقظت. وكانت مترددة تخشى أن تفتح الباب، فلما رأتنى استيقظت تشجعت وذهبت إلى الباب لتفتحه، كان الوقت مبكرا والساعة السادسة، وعادت فاطمة تقول - وقد تغيرت ملامح وجهها - إن الأستاذ زكى واقف بالباب يريد مقابلتى وأن لهجته غريبة وعينيه زائغتان. سمعت ضربات قلبى سريعة وتوجست شرا، والغريب أن هذا الشعور كان يصاحبه إحساس مباغت بأنى ارتكبت ذنبا وأنى سأواجه كارثة تسببت فيها نتيجة جهلى أو بسبب لا مبالاة أو إهمال صدر عنى، كان عقلى الباطن قد وصل إلى نتائج بعد أن سجل رؤيته لتلك المتاهة التى هى النفس الشرية التى واجهها فى السيدة رتيبة، وسمعت الأستاذ زكى يقول لى فى هدوء لا يتفق مع الاضطراب الظاهر فى ملامح وجهه. - تعالى معى.. أنا قتلتها. سألته بسرعة وبلا تفكير، وكأنى أعلم مسبقا أنه قتل رتيبة: - هل أنت واثق؟ قاطعنى: - نعم.. تعال وانظر بنفسك، عيناه جاحظتان مرهقتان، ويده تقبض على يدى بشدة وأنفاسه لاهثة وصوته فحيح. خطر لى فى هذه اللحظة أن الرجل قد يكون فى حالة جنون، وقد يستمر فى القتل فأكون أنا ومن بعدى فاطمة ضحية له! أوشكت أن أسأله إذا كان قد ذهب إلى مستشفى للعلاج ونوع مرضه أو جنونه، وخرج السؤال: - ألم تذهب؟ ثم تبينت أنى لا أستطيع أن أسأله إذا كان مجنونا، فأكملت السؤال: - أقصد.. إلى الشرطة، ألم تتصل بهم؟! قال وهو يجذبنى من يدى: - تعال.. أنت محام.. وتستطيع أن تساعدنى. كانت رتيبة ملقاة على ظهرها فى ملابس نومها، وكانت فى جبهتها دماء سوداء تغطى حاجبها الأيسر وعينها اليسرى، وكانت بقعة دماء داكنة بجور رأسها عند السجادة بجوار السرير، وأشار زكى إلى جهاز الراديو من حديد رمادى لامع وقال فى هدوء: - قذفتها به.. فارتطم برأسها وسقطت. ثم أردف هامسا كالمخاطب نفسه بكلمات متقطعة: - وماتت.. حاولت.. قلت لها.. لكنها ماتت. سألته: - متى حدث ذلك؟ قال: - منذ سبع أو ثمانى ساعات تذكرت صرخات الليل، كانت صرخاتها الأخيرة، وسألته: - ولم تفعل شيئا منذ ذلك الوقت؟! همس فى ضعف واستكانة: - جلست بجوارها، أنتظر! ثم أضاف: - أنتظر أن تفيق.. لكنها.. ولوح بيده يائسا مشيرا إلى الجثة: - هأنت ترى! أمرت النيابة بالقبض على الأستاذ زكى ورفضت الإفراج عنه بكفالة ونشرت الصحف الخبر كجريمة عادية، وجاء فى بعضها تلميحات إلى أن الزوج غاب عن بيته لفترة وأن شكوكا حامت حول تصرفات الزوجة أثناء غياب الزوج. وقالت زوجتى إن صحفيين وصحفيات جاءوا وسألوا سكان العمارة، وأن الرأى العام لا يتعاطف مع الزوجة، فالسيدة إنصاف زوجة المقاول فى الدور الثالث كانت تقول بأعلى صوتها أن رتيبة رفضت نصيحتها لها بأن تضع الحجاب على رأسها وتخفى شعرها، وقالت السيدة أم إبراهيم فى الدور الثانى إنها - أى رتيبة - كانت تصرخ فى الليل وأن صوتها كان عورة تجعل السكان يتساءلون ماذا تفعل تلك المرأة ولماذا لا تهدأ وتنام مثل بقية خلق الله؟! وكانت فاطمة تبرر حماسها لمثل هذه الأقوال بأنها سوف تساعدنى فى الدفاع عن الأستاذ زكى وربما وجدت مخرجا له وهذا هو ما حدث فعلا، فقد ساعدت أقوال الشهود فى النيابة على العدول عن تهمة القتل والاكتفاء بتوجيه الاتهام فى جريمة ضرب أفضى إلى موت، وكانت شهادة شركة النسيج عن استقامة الأستاذ زكى لها أهميتها فى إقناع هيئة المحكمة بتخفيف العقوبة إلى أقصى حد. وكنت كلما مضيت فى دراسة ملابسات القضية وأقوال الشهود من الجيران أشعر بأنى قد أصل إلى إيقاف تنفيذ حكم بسنة أو سنتين، وكتبت مذكرة مطولة استندت فيها إلى كثير من أقوال الفقهاء عن العلاقة بين الزوج وزوجته، وضرب الزوج لزوجته كضرب أستاذ لتلميذه، وضرب أب لولده فالزوج مسئول عن تربية زوجته، وتقويم وإصلاح ما بها من اعوجاج ثم هناك عوامل أخرى فى علاقة الرجل بالمرأة، ومن أهمها عامل الغيرة على العرض والشرف والكرامة، وقد ينفعل الزوج بعد أن يضيق بمواقف تستثيره ترتكبها زوجته فى رعونة وطيش فيضربها ولا يقصد إيذاءها، بل يقصد تربيتها وتصحيح اعوجاجها، ولاشك أن القتل بعيد تماما عن مقاصد الزوج؛ لأنه وهو يضربها لا يرتكب شرا، ويتصرف كما تقضى التقاليد، وإذا كانت الزوجة قد ماتت فهذا لسوء حظ الزوج والمصيبة قد وقعت وهى مصيبته هو، وهو المسكين الذى يتألم ويحزن وحدث أن قابلنى وكيل النيابة الذى يترافع ممثلا للاتهام فى المحاكمة، وكنت واقفا على الرصيف خارج المحكمة أسأل نفسى أين تركت سيارتى فى الصباح؟ وابتسم الرجل وقال فى تهكم لا يخلو من مرارة: - من يقرأ مذكرتك يا أستاذ يظن أن قتل الأزواج لزوجاتهم حلال. قلت له مداعبا: الصنعة تحكم كنت صادقا، لأن همى كان مركزا، على الدفاع عن موكلى، رغم أنى لا أصدق كل ما سردته من أسباب الدفاع عنه، وكنت أشعر فى أعماقى بأن الشهود تجنوا على رتيبة، وكانت شهادات النساء تعبيرا عن مشاعرهن الدفينة، التى لا علاقة لها بالوقائع الحقيقية، فالله وحده يعلم لماذا كانت تصرخ رتيبة إذا رفضنا أن نصدق أنها كانت تصرخ لأن الأستاذ زكى كان يضربها، وأنها كانت تحبه ولا تريد الطلاق منه، وكنت أعترف بينى وبين نفسى أنى شعرت بالغيرة من الأستاذ زكى عندما كانت فاطمة تدافع عنه أو تتحدث عن وسامته ثم تلوم رتيبة أو تتشكك فى سلوكها، كنت مع رتيبة ضد الأستاذ زكى، ولقد دفعنى هذا إلى أن أدافع عن الأستاذ زكى بكل ما لدى من وسائل حتى لا أتهم نفسى بأنى أتخلى عن موكلى، ونجحت فى تحقيق ما كنت أحلم به إذ حكمت المحكمة على الأستاذ زكى بالحبس سنة مع إيقاف التنفيذ فخرج حرا طليقا، لكن هذا الحكم تسبب فى ثورة نسائية إذ كتبت الصحف مقالات تتحدث عن الحكم بطريقة غير مباشرة حتى لا تتعرض لقدسية أحكام القضاء. فنددت المقالات بالمجتمع الذى تسيطر عليه تقاليد تسمح للزوج أن يضرب زوجته فى مخدعها فيقتلها على الفور، ثم يجلس أمامها طوال الليل يتفرج على جثتها قبل أن يعرف أحد بموتها أو يلجأ إلى طبيب ربما استطاع إنقاذها. وتساءت الكاتبة «س» فى افتتاحية المجلة النسائية التى ترأس تحريرها هل نحن فى مجتمع يحكم على شاب حطم زجاج فانوس فى الطريق بحجر فيأمر بإدخاله السجن، ويسمح قانون الطوارئ باعتقال شاب لمجرد أن شبهات تحوم حوله بأنه خطر على الأمن، بينما الرجل الذى يقتل زوجته يعود إلى بيته طليقا، أما نكت الرسوم الكاريكاتيرية فقد ملأت أكبر الصحف والمجلات برسوم لأزواج يقتلون زوجاتهم بهراوات أو خناجر أو الزوج فى هيئة الإنسان فى العصر الحجرى يقف على باب كهف، ويقول لرجال آخرين هذا كهفى وهذه امرأتى أفعل بها ما أشاء! وكتب الأستاذ «م» فى عاموده اليومى: «إن العلاقة الزوجية تجعل قتل الزوج لزوجته أو مجرد اعتدائه عليها بالضرب ظرفا مشددا لا مخففا»، لكن هناك مقالات أخرى دافعت عن الزوج الذى يؤدب زوجته بالضرب، وقال أحد الكتاب أن الزوجة القتيلة قد تعودت على الضرب وأن زوجها قد كرر الضرب حتى إن الجيران أنفسهم قد تعودوا على سماع صرخات الزوجة، وإذا كان قد حدث لسوء الحظ أن ماتت الزوجة فهذا لا يعنى أن نسمح للفوضى ودعاوى الانحلال أن تقهر الرجال وتحرمهم من مسئولية تأديب زوجاتهم، وكان هذا المقال سببا فى الاجتماع الذى عقدته مجموعة من النساء دعين فيه إلى مظاهرة نسائية تطوف شوارع القاهرة لمحاربة الأفكار الفاسدة التى تنحاز للرجل ضد المرأة، وتطالب بإلغاء العنف عند الرجال وتشديد العقاب على أى رجل يفكر فى الاعتداء على المرأة، لأن الرجل ولدته المرأة وهى أمه ولأنها لم تلده ومعه العنف والتفرقة بين الذكر والأنثى التى هى أسوأ من التفرقة العنصرية، والمرأة هى إيزيس إلهة الفراعنة وهى القديسة سانت كاترين وهى السيدة زينب والسيدة سكينة والسيدة عائشة. وكنت أهتم بقراءة كل ما يكتب عن هذه القضية وأحتفظ بقصاصات لتذكرنى بهذا الذى تورطت فيه على غير انتظار أو حسبان، لكن أخطر ما فى الأمر هو أن زوجتى أنكرت أن مشاعرها كانت ضد رتيبة، وبعد أن قرأت المقالات وسمعت عن أخبار المظاهرات النسائية شرعت فى اتهامى بأنى المسئول عن قتل رتيبة، وأنى أهدد نساء البلد جميعا بعد أن أخرجت زكى القاتل من السجن! ولما قلت لها مداعبا: - الصنعة حكمت. هتفت غاضبة: - هذه صنعة لا أخلاق لها، فعارضتها محتجا. - أنت وبقية الجيران من سيدات العمارة شهدتن ضد رتيبة، فأنكرت واتهمتنى بالكذب، ومسحت تماما من ذاكرتها أى شىء كان فيه مساس برتيبة، وارتفع صوتها فصرخت فيها أنها هى الكاذبة، فبادلتنى صراخا بصراخ، حتى فزعت إذ تذكرت صراخ رتيبة، وكأنها تلاحقنى فى صوت فاطمة وصراخها. شعرت على نحو غامض أن صرخات رتيبة، كانت احتجاجا نسائيا ضد الرجل، أى رجل. ولم أستطع طرد هذا الشعور الغامض لأن زوجتى فاطمة كانت تتمثله وتقمصه وتفزعنى به. إننى أكتب اعترافاتى هذه، لأنه قد حان الوقت لأختتمها، وكان من الضرورى أن أسجلها حتى أعطى لنفسى متنفسا من هذا الانقباض الذى يحاصرنى، والحمد لله أسعفتنى الظروف لتساعدنى على الخلاص من أزمتى النفسية فقد جاء إلى مكتبى اليوم رجل صعيدى مهيب من جرجا، شرح لى بلهجته الصعيدية أنه سمع عن براعتى فى إنقاذ المتهمين فى قضايا القتل وأنه تابع قضية الأستاذ زكى بإعجاب شديد ولذلك يلجأ إلى لأتولى الدفاع فى قضية قتل من نفس النوع، ومضى الرجل يشرح لى تفاصيل القضية وأنا أستمع إليه فى ذهول، إنه يريد منى أن أدافع عن ابنة عم له، قتلت زوجها بعد عودته من غياب فى الخليج، وعرفت أنه تزوج أخرى من البندر ينفق عليها الثروة التى جمعها من عمله هناك، مزقته ووضعته فى أكياس نايلون، لم تكتف بضربة بساطور، وشتان بين هذا وبين الراديو الذى قذف به الأستاذ زكى زوجته رتيبة فقتلها! قبلت القضية لأدافع عن الزوجة القاتلة، فأتوازن نفسيا ولا أكون متهما من زوجتى بأنى قتلت رتيبة وأطلقت للأزواج حق قتل الزوجات.. سوف أتحدث عن الزوجة التى هجرها زوجها وتركها مشغولة لتربية عياله، تكافح وتشقى على أمل أن يعود إليها ببعض المال، فإذا به يتركها لغيرها وقد حكم عليها بأنها نفاية لم تعد تصلح للحياة، قتلته والمصيبة مصيبتها فهى الضحية وهى الشهيدة. وبحثت عن قصاصات الورق التى جمعتها لأعيد ترتيب المقالات التى دافعت عن المرأة وحقوقها فهى تفيدنى فى تخفيف الحكم عن موكلتى، والصنعة تحكم
ElM3daWyY
رد: اليوم انا معك وغدا فى التراب
مُساهمة الثلاثاء فبراير 17, 2009 5:02 pm من طرف ElM3daWyY
لغز طبيب الموت النازي




فى خطاب مزعوم لـ «دير شبيجل الألمانية» اتهم طبيب الموت النازى «د. ايربيرت هايم» اليهودى سيمون ويزنتال «أحد الناجين من معتقل ماوت هاوزن» أنه «اختلق قصص تعذيب د. هايم للسجناء من خياله». قال طبيب الموت إن ما قاله «ويزنتال» كان كذبا.. وعلق د. هايم على المجازر الإسرائيلية فى الأراضى العربية المحتلة قائلاً: «الإسرائيليون ليسوا ملائكة» ولمح إلى «إذا كانوا عانوا فى الأفران أثناء الحرب العالمية، فلماذا يكررون الفعل الأبشع مع الفلسطينيين على أراضيهم»؟! مع الخطاب نفسه، قيل إن د. هايم النازى الألمانى أرفق بحثاً مطولاً عن دور ما يسمى بجماعة الخزر اليهودية الصهيونية «إحدى جماعات الضغط فى الولايات المتحدة» ودورها فى التحريض ثم إعلان الحرب على ألمانيا تحت قيادة هتلر عام 1933. وحسب ما بثته وكالة التليفزيون الألمانية الأسبوع الماضى، فإن مسودة من البحث وخطاب «دير شبيجل» كان ضمن ما وجد فى شنطة «صفراء» قديمة هى كل الباقى من متعلقات النازى الألمانى الذى غير اسمه فى مصر، وعرف فى أحد أحيائها الشعبية باسم «عم طارق» قبل أن يتوفى عام 1992. ليس غريباً الزعم بتغيير د. هايم اسمه فى القاهرة وبقاؤه فيها أكثر من 30 عاماً دون أن يكشف هويته أحد، وليس غريباً الادعاء باعتناق د. هايم الإسلام، ثم تغيير اسمه فى الأوراق الرسمية وتواصل تجديد إقامته فى مصر سنوات طوالاً دون مقتضى أو وضع قانونى ودون أن يسائله أحد، لكن الطريف احتفاظ نازى بقدر د. هايم بأوراق ووثائق وصور تدل على «نازيته»، فى شنطة قديمة «صفراء» يعلوها التراب ويسهل الوصول إليها، فى ظل آلة بحث صهيونية عملاقة عن بقايا «الرايخ الألمانى» فى العالم. طريف أيضاً أن تظل «الشنطة» فى نفس مكانها، بالغرفة التى أقام فيها د. هايم، بأحد فنادق القاهرة الشعبية، حتى تصل إليها قنوات التليفزيون الألمانية بعد أكثر من 17 عاماً من وفاته!! المعلومة التى تقول أن أحدهم - وله علاقة ما بصراع اليهود مع دول المحور أثناء الحرب العالمية الثانية - قد توفى بالقاهرة عام 1992 صحيحة، فيما كانت المعلومات التى تشير إلى أن «الأجنبى» قد غير اسمه إلى طارق، وأنه ظل أكثر من 30 عاماً فى أحد فنادق القاهرة الشعبية صحيحة أيضاً، لكن غير اليقينى - حتى الآن - هو أن يكون هذا الشخص هو د. إيربيرت هايم أحد أنشط النازيين فى الرايخ الثالث الألمانى. وكما أن موت د. هايم غير يقينى فى القاهرة، فإن مكان تواجده منذ ستينيات القرن الماضى غير معروف هو الآخر وغير يقينى حتى الآن. فى الوقت الذى تتحدث فيه - حسب نيويورك تايمز - عما يعرف بجمعيات «حماية السامية» حول العالم عن معلومات بتخفى د. هايم و 2 من زملائه فى إحدى قرى دولة تشيلى الأمريكية الجنوبية. ربما ذلك هو الذى دعا «افرايم زوروف» مدير معهد «روزنتال» اليهودى إلى إذاعة ما أسماه بـ «المعلومات المغلوطة عن وفاة د. هايم فى القاهرة».. فى الوقت الذى ألمح فيه الرجل إلى ما يمكن توقعه من «محاولة ما لحمايته فى مكان آخر»!! الحقيقة الأكيدة حتى الآن فى قصة «طبيب الموت» النازى أنه ظل على قيد الحياة حتى العام قبل الماضى، الأمر الذى أكده حساب مالى - حسب دير شبيجل الألمانية - نشط باسمه فى أحد البنوك الألمانية. المؤكد أيضاً فى قصة د. هايم هو ما قاله عن «اليهود»، وعن أنهم هم الذين ابتكروا «قصة الهولوكوست».. وهم الذين ضخموا ما أشيع عن معسكر «أوشفيتز» و «ساكنسهوزن» و«بوخنفالد» و «ماوتهوزن». ؟ حقيقة الاتهامات ربما هذا ليس حقيقياً، لكن د. هايم وصف بأنه أكثر مجرمى الحرب النازيين المطلوبين، ولما كان مكانه مبهما - حتى الآن - فقد رفعت جمعيات حماية السامية العام الماضى مبلغ الجائزة المالية لمن يدلى بمعلومات عنه من 405 آلاف دولار إلى 3,1 مليون دولار، ونسب إلى هايم الذى لقب بـ «طبيب الموت» أنه كان يبتر أعضاء ضحاياه فى معتقل «ماوتهوزن» دون مخدر، متسبباً فى مقتل المئات، كما كان يجرى تجاربه على السجناء، إضافة إلى أنه تسبب فى مقتل المئات من اليهود بالحقن السامة، وتروى الصحف الإسرائيلية أنه كان يقوم بحقن ضحاياه مباشرة فى القلب بالسم لاختبار عقاقير جديدة، وفى أكتوبر 1941، أرسل هايم إلى معسكر «موثوسون» للاعتقال فى النمسا، حيث أجرى تجارب طبية على السجناء.. فى نفس التوقيت الذى زعم فيه اليهود بدء النازيين فى إجراء تجاربهم الطبية على اليهود. وكما سموا د. هايم «طبيب الموت»، كان الطبيب الآخر الأكثر شهرة هو الدكتور جوزيف مينجلا، الذى لقبه المعتقلون فى معسكر أوشفيتز بـ «ملاك الموت». د. مينجلا كان قد تمكن من الهرب إلى الأرجنتين، ومنها إلى الباراجواى قبل أن يتوفى فى البرازيل عام 1979. ومن قصص الرعب التى تروى عن د. هايم أنه أهدى قائد أحد المعتقلات أباجورة صنع غطاءها من جلد أحد ضحاياه!! عام 1978، رصدت منظمات حقوق الإنسان فى تل أبيب، المهتمة بمطاردة النازيين الهاربين، مبالغ طائلة لإلقاء القبض عليه، فيما رصدت السلطات النمساوية فى يوليو 2007 مكافأة إضافية قدرها 50 ألف يورو لمن يقدم معلومات تقود لمكانه. واحتجزت القوات الأمريكية هايم فى ألمانيا، مرة واحدة فقط بعد الحرب العالمية الثانية إلا أنها أطلقت سراحه لجهلها التام بالاتهامات الموجهة إليه، ثم عاد فريق التحقيق الأمريكى فى جرائم الحرب لفتح التحقيقات مجدداً بعد أقل من عام، استناداً إلى بعض الشهادات ضده لكن لم توجه إليه أية تهم، بعدما اكتشفوا أن كل الشهود المباشرين ضده ماتوا فى مراكز الاعتقال النازى، ولا يوجد هناك شهود عيان ضده على الإطلاق. وفى مارس عام 1945 أرسل د. هايم إلى معسكر لأسرى الحرب، قبل أن يطلق سراحه بعد عامين ونصف. فعاد بعد الإفراج عنه لممارسة الطب فى مدينة بادن بادن الألمانية حتى عام 1962، إلا أنه اضطر للفرار من البلاد بسرعة بعد تسرب معلومات عن استعداد السلطات لملاحقته قضائيا من جديد بسبب جرائم حرب ثبت ضلوعه فيها. ؟ الــدليــل حتى الآن قصة وفاة د. هايم فى القاهرة غير منطقية، أو على الأقل غير مترابطة التفاصيل وربما ما أسماه المراقبون بـ «التعقيدات» أو «المبهمات» الكثيرة فى القصة هى التى دعت مدير مركز «روزنتال» الإسرائيلى «افرايم زوروف» إلى التأكيد على أن «القصة» لم تغلق بعد» شكوك «زوروف» فى التقارير حول وفاة الدكتور هايم منطقية، خصوصاً مع إشارته إلى غياب أهم القرائن فى مقدمتها الجثمان، فلا جثة ولا قبر، ولا إمكانية لاختبار «الحامص النووى». لذلك قال «زوروف» للتليفزيون الألمانى الأسبوع الماضى «لا يوجد دليل على أنه ميت، على العكس هناك العديد من الأدلة على أنه حى» مشيراً إلى أن «المفتاح» فى هذه القضية هو ابنته «والتراود ديهارس» التى تعيش فى «ديورتو مونت» فى تشيلى، وقال «زوروف» إنه تلقى معلومات من مصدرين مختلفين ترجح اختباء طبيب الموت.. هناك. كلام «زوروف» يؤكد ما نفته إسرائيل قبل فترة عن وصول فريق من «صائدى النازيين» إلى تشيلى «عام 2007» لتحديد مكان د. إيربيرت هايم، فيما تقابل مع الفريق نفسه وفد من ممثلى جماعات حقوق الإنسان اليهودى على أساس تنسيق مسبق، لاتخاذ ما يجب فعله «من تدابير حيال النازى المختفى».. الأمر الذى يعنى بالضرورة، أو على الأقل باحتمالات كبيرة، معرفتهم مكان د. هايم، وأنه موجود فى تشيلى على حدود الأرجنتين، قبل الإعلان عن موته فى القاهرة.. بسنتين! ورغم الإعلان عن وفاته فى مصر عام 1992 إلا أن «صائدى النازى» يرجحون أنه لايزال على قيد الحياة بعدما بلغ عامه الرابع والتسعين فى «باتاجونيا» على الحدود التشيلية الأرجنتينية، الإقليم الواقع بين جبال الإنديز وجنوب المحيط الأطلسى، وأن ابنته التى تعيش فى «بورتو مونت» هى التى تتولى أمره طوال هذه السنوات، وأنها هى التى تحصل بمساعدة آخرين على تحويلات مالية باسم والدها من ألمانيا.. ثم تنقلها له فى مكان إقامته، خصوصاً بعدما اكتشف محققون أن هايم لا يزال له حساب مصرفى نشط فى برلين، ويستطيع أولاده استلام المليون يورو الموجودة فيه إذا أثبتوا أنه توفى، لكنهم لم يفعلوا حتى العام الماضى!! نشاط «صائدى النازيين» فى مطاردة د. هايم آخر حلقة فى برنامج معروف باسم «عملية آخر فرصة»، التى تهدف إلى القبض على النازيين العجائز الهاربين قبل أن يدركهم الموت، ومحاكمتهم فى الوقت الذى يتولى فيه مركز «سيمور روزنتال» الإسرائيلى إدارة الحملة منذ ثمانينيات القرن الماضى. «سيمون روزنتال» أحد أشهر الناجين - حسب الزعم اليهودى - من محرقة الهولوكوست، وينسب له دور مهم فى القبض على النازى أودلف ايخمان عام 1962، وقد أسس المركز لتحديد أماكن والمساعدة فى إحضار مجرمى الحرب النازيين فى كل أنحاء العالم للمحاكمة. ونظراً لعدم وجود تشريعات ضد مجرمى الحرب النازيين فى الكثير من البلدان، فقد لعب مركز سيمون دوراً بالغ الأهمية فى إقناع الحكومات الأجنبية بتمرير قوانين تمكن من محاكمة مجرمى الحرب النازيين، ونتيجة لهذه المساعى اعتقل مئات من المشتبه فيهم فى عدد من البلدان، وخلال سنوات طويلة، اتسع عمل المركز ليشمل النضال من أجل ما أسماه «إثبات الحقيقة التاريخية للهلوكوست» فى عدة بلدان حول العالم، لكنه لم يستطع - على الأقل حتى اليوم - ومع ملايين الدولارات ودعم أوروبى وأمريكى يفوق التصور معظم ما أسس المركز لإثباته من «القضايا».. خصوصاً ما يسمى بـ «الهولوكوست» أو المحرقة النازية. ليس كل ما يحاول الإسرائيليون إثباته.. صحيح
 

اليوم انا معك وغدا فى التراب

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدرسة بيلا الاعدادية بنات :: المنتدى العام :: المنتدى الثقافى-
انتقل الى: