ظاهرة الشفق القطبى

تمكن الفلكيون أخيرا من فك لغز ظاهرة الشفق القطبي ، وهي الإضاءة الجميلة التي تشاهد في المناطق الشمالية من الكرة الأرضية القريبة من القطب الشمالي ، حيث تظهر أحيانا أحزمة من الضوء يميل لونها للأحمر والأزرق والبنفسجي ، وهي ناتجة عن تفريغ كهربائي يحصل بين تفاعل الجسيمات الكهربائية المشحونة القادمة من الشمس والمجال المغناطيسي الأرضي ، مشكلة أحزمة من الضوء ذات مظهر سماوي جميل للغاية ، حتى أن بعض الفلكيين يعتبر ظاهرة الشفق القطبي "الاورورا" Aurora من أجمل الظواهر الفلكية التي يشاهدها الإنسان من الأرض وتحديدا في القطب الشمالي من الكرة الأرضية.

وكانت وكالة الفضاء الأمريكية"ناسا" قد أطلقت خمسة أقمار صناعية ضمن مشروع "ثيميس" بإشراف فريق علمي من جامعة "بيركلي" في كاليفورنيا ، لدراسة ظاهرة الشفق القطبي ، واكتشفت تدفقا لأحزمة الضوء القطبية وهي ظاهرة الشفق القطبي فوق كندا وألاسكا استمرت بالظهور لمدة ساعتين ، تمكنت الأقمار الخمسة خلال هذه المدة القصيرة من قياس تدفق الجسيمات الكهربائية المشحونة القادمة من الشمس وكيفية تفاعلها مع المجالات المغناطيسية في الفضاء.

كانت المفاجأة عند ظهور نتائج الرصد ، حيث تبين اندفاع أضواء الشفق القطبي التي وصلت سرعتها إلى 400 ميل في الساعة الواحدة، وهي التي تنشأ عنها طاقة كبيرة جدا هي التي تظهر على شكل ألوان جميلة والتي تعرف بالشفق القطبي. والتي تعتبر العلامة الرئيسية في هذا الاكتشاف حيث لم يكن يتوقع أي من الفلكيين أن الجسيمات المشحونة تنطلق بهذه السرعة الكبيرة جدا وهي التي تؤدي إلى تولد الطاقة التي تنشا عنها ظاهرة الشفق القطبي.

ولظاهرة الشفق القطبي شكلان رئيسيان ، هما الشريطي والغيمي ، ويبلغ طول الشريط عدة مئات من الكيلو مترات ، بينما يبلغ عرضه عدة آلاف من الكيلو مترات.

وتزداد ظاهرة الشفق القطبي وضوحا كلما زادت النشاطات المغناطيسية الشمسية ، حيث تقذف الشمس كمية اكبر من الجسيمات الكهربائية المشحونة نحو الفضاء بعيدا عن الشمس ، وعندما تصل الأرض تتفاعل مع المجال المغناطيسي الأرضي فتولد طاقة كبيرة هي التي تعمل على تأين الغلاف الغازي الأرضي ليظهر بألوان جميلة وجذابة يغلب عليها الأحمر والبنفسجي والأخضر والأصفر.