......المدينة المفقودة .......

قادت خرافة البحث عن الكنز المفقود في أحدى القرى اليمنية الواقعة على بعد 25 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من العاصمة صنعاء إلى العثور على المدينة المفقودة "تنعم" تلك المدينة التي وردت في النقوش القديمة كحاضرة في اليمن القديم وطمرها النسيان .
والكشف عن هذا الإنجاز ألآثاري الذي يتعرض لموجة تخريب عاتية حاليا جاء كما يعتقد بالصدفة من خلال أعمال الحفر العشوائي والتخريب التي نفذها سكان المدينة على مدي سنين أملا في العثور على الكنز المدفون.
وحتى سنوات قريبة لم تكن "تنعم" تحظى باهتمام الآثاريين سوى إدراكهم أنها منطقة تاريخية تخبئ الكثير من الأسرار .. لكن الأسطورة التي انتشرت في أوساط السكان بوجود كنوز ممالك اليمن القديم مدفونة تحت التراب دفعت الجميع إلى البحث والنبش عميقا في أوسع عملية حفر وتخريب عشوائي يشهدها اليمن في التاريخ الحديث .
ويقول المسؤولون في الهيئة العامة للآثار أن سكان المدينة البالغ عددهم زهاء 1500 نسمة شرعوا في عمليات حفر سرية من داخل منازلهم وباحاتها وكانت الحفريات تنتهي بهم إلى نقوش مزخرفة ومدونات تاريخية بالخط المسند إلى بقايا منازل قديمة وغرف وجدران اتضح أنها لمدينة "تنعم " التاريخية التي كانت قائمة في الألف الأول قبل الميلاد .
التراب الأحمر
بدأت قصة البحث عن الذهب قبل سنوات طويلة كما يروي السكان في منزل قديم عثر صاحبة بداخلة على تراب أحمر فاستخدمه سمادا للزراعة لكنه عثر على برادة ذهب بعد سقوط المطر عليه وكانت تلك البداية الواقعية في لغز الكنز المطمور .
ويقول السكان أن البعض ممن عرفوا أنهم يعيشون على أطلال مدينة تاريخية مدفونة تحت التراب اجتهدوا بالحفر العشوائي ليعثر البعض منهم على تماثيل وقطع آثارية لا تقدر بثمن فيما عثر آخرون على نقوش حجرية عليها رسوم وكتابات بالخط المسند بعضها بيع لتجار آثار وبعضها أستخدم لتزيين المنازل.
وكان الآدهي بحسب خبراء الآثار عمليات التخريب التي قام بها البعض للمنازل القديمة التي عثر عليها على عمق 7 أمتار من سطح الأرض تحت منازلهم بغرض الاستفادة من أحجارها المستوية في بناء منازل جديدة .
وكان من ابرز المواقع التي عثر عليها في هذه المدينة المباني التاريخية المطمورة تحت بيوت القرية والتي بدت على هيئة منازل ومعابد محاطة باسوار ومزينة بنقوش حجرية مكتوبة بالخط المسند .
ويشير خبراء الهيئة العامة للآثار إلى أن عمليات التنقيب والمسح التي قام بها خبراء آثاريون كشفت عن وجود مدينة عامرة بالقصور والمعابد وكم هائل من النقوش واللقى الأثرية الهامة التي وجدت فيها بتاريخها الممتد إلى حوالي الألف سنة قبل الميلاد ما بين العصرين السبئي والحميري.
وكان من أغرب ما عثر عليه نقوش حجرية قديمة مكتوبة بالمسند في سمسرة مقفلة النوافذ كان يمكلها مواطن ويستخدمها لإطعام الحيوانات وجمع العلف وبيات المواشي .
وقد كشف خبراء الآثار في هذا المكان عن منزل تاريخي مطمور في هذه السمسرة جدارنه مبنية من الحجارة والنقوش المكتوبة بالخط المسند .. كما عثر على بقايا نقش تاريخي انتزع من احد أركان السمسرة ربما بيع لتجار آثار .
تاريخ اليهود
ووردت "تنعم"في النقوش اليمنية القديمة بكونه أسم أطلق على أكثر من منطقة ويقول الدكتور محمد باسلامة أستاذ الآثار في جامعة صنعاء إن ذكر مدينة "تنعم"" ورد في النقوش اليمنية القديمة بالإشارة إلى أكثر من موقع .. ويبدو من النص أن الأول يقع بالقرب من مدينة الفاو بين نجران ووادي الدواسر والثاني كما جاء في نقش آخر كان يطلق على الأرض والقبيلة (ارضهمو وشعبهمو تنعمن) وما يزال هذا الموقع عامراً ويقع على بعد 25 كيلو متراً شرقي صنعاء في بني سحام.
ولم تكن "تنعم " محصورة على سكن اليمنيين إذ سكن اليهود المنطقة في سنوات لاحقة .
ويوضح الحاج محمد عطيفة أحد سكان المدينة المسنين إن أعدادا من أفراد الطائفة اليهودية في اليمن استوطنوا مدينة "تنعم"منذ زمن طويل لكنهم غادروها العام 48 في عملية التهجير الواسعة التي تمت ليهود اليمن إلى فلسطين .
ويروي عطيفة أن سكان المنطقة عمدوا قبل سنوات إلى توسعة جامع "الرمانة" (بني في القرن السابع الهجري) من جهة القبلة فسقط سقفه بالكامل فلجأوا إلى تفكيكه من ركنه الجنوبي الشرقي لاعادة بنائه .. وتم الاستعانة بالثيران في أعمال الحفر وازاحة التراب وتسوية الأرضية فعثروا على أعمدة أثرية تصل إلى ثلاثة أمتار وعليها نقوش لعناقيد وأوراق العنب وطيور زينة وكتابات بالمسند واستخدمت كدعامات بوسط الجامع غير أنها لم تسلم من العبث بعدما نحت البعض أسمائه عليها كذكرى .
ويشير الحاج عطيفة إلى أسطورة يتداولها سكان "تمنع " تروى أن يهود اليمن الذي سكنوا المدينة حتى منتصف القرن الماضي كانوا يخبرون الناس أنهم سيتركون المدينة عندما يهدم الجامع بالأبقار وهو ما حدث فعلا عندما حاول السكان توسعة الجامع .
نهب تاريخي
عمليات النهب والسطو والتخريب الحاصلة في مدينة ""تنعم"" لم تكن جديدة على كل حال إذ يؤكد السكان أن بعثات أجنبية زارت المدينة في سنوات سابقة لإجراء حفريات واختبارات للتربة واللقى الآثارية ولا أحد يعرف ما لذي عثرت عليه وماذا أخذت معها .
ويقول السكان إن البعثات الأوروبية التي وصلت المدينة سابقا كانت تعمد إلى حفر مناطق معينة في الوادي بعمق أربعة أمتار وعرض مترين ويجعلون الحفر في شكل درج ويأخذون منها عينات من التراب ويحملونها في أكياس كما كانوا يقومون بجمع المسارج القديمة (فوانيس) من المدينة .
ورغم الإهتمام الكبير الذي ابدته الهيئة العامة للآثار في الحفاظ على المدينة التاريخية وإيقاف عمليات النهب والتخريب التي تتعرض لها فانهم يؤكدون أن ما يعيق تنفيذ خطط المحافظة على المدينة هو وقوعها بالكامل تحت القرية المأهولة بالسكان حاليا ما يجعل الحفر والتنقيب فيها معقدا.
ويقول الآثاريون في الهيئة العامة للآثار أن الحل الوحيد لإنقاذ هذه المدينة يكمن في
قرار رئاسي لإخلاء المدينة وتعويض السكان بمنازل جديدة والبدء بعمليات حفر وتنقيب في المدينة لدراستها تاريخيا والكشف عن كل تفاصيلها وتحويلها إلى منطقة آثارية واستغلالها سياحيا.
--------------------------------------------------------------------------------

بارك الله فيك
وكمان مني
......المدينة المفقودة ....... Sss14110

......المدينة المفقودة ....... 1172599304

مشكور للموضوع الجميل

......المدينة المفقودة .......

......المدينة المفقودة ....... :: تعاليق

......المدينة المفقودة .......

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة