آداب النوم
وبعد، فإن النوم يستأثر بنحو ثلث حياة المرء، إذ يتراوح نومه حول ثماني ساعات في اليوم. فإذا استطاع أن يكون في نومه مقتديا بهدي الرسول من أفعال وأقوال، فإن هذا الوقت الطويل يعود عليه حينئذ بالنفع، إذ يثاب عليه من الله سبحانه وتعالى. والمرء الذكي هو من يستطيع أن يحوّل عاداته إلى عبادات.
ونحاول في هذه الورقات أن نشرح أحوال النبي في نومه وحين يقظته. وإن من نعم الله عز وجل علينا أن أطلعنا على ما كان النبي يفعله في الليل، وذلك عن طريق صحابته وبصفة أخص زوجاته رضوان الله عليهم جميعا. ولعل هذا من أكبر الحكم في كثرة تعدد زوجات النبي ، فإنه مات عن تسع نسوة. وأمرهن تعالى بأن يذكرن ما كان يفعله النبي في بيوتهن لتعليم الناس الخير وإرشادهم إلى فعله، فقال عز من قائل: وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ] الأحزاب: 34[. قال القرطبي في تفسيره: " فأمر الله سبحانه وتعالى أن يخبرن بما ينزل من القرآن في بيوتهن، وما يرين من أفعال النبي ويسمعن من أقواله، حتى يُبلِّغن ذلك إلى الناس، فيعملوا ويقتدوا ".
أولا- كراهة النوم قبل العشاء والحديث بعدها
]1[ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ الْعِشَاءِ وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا. ] صحيح البخاري، 568 [.
ثانيا- الوضوء حتى ولو كان جنبا
]4[ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ : إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ اْلأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَ إِلَيْكَ. اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ. قَالَ: فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِي ِّ ، فَلَمَّا بَلَغْتُ: اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، قُلْتُ: وَرَسُولِكَ. قَالَ: لاَ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. ] متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان، 1734 [.
وللنوم على وضوء عدة فضائل، نستعرضها فيما يلي:
]6[ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، عَنِ النَّبِيِّ ، قَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبِيتُ عَلَى ذِكْرٍ طَاهِرًا، فَيَتَعَارُّ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَاْلآخِرَةِ، إِّلاَ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ. ] صحيح / صحيح سنن أبى داود للألباني، 5042 [.
]7[ وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله : من بات طاهراً، بات في شعاره ملك، فلم يستيقظ إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان، فإنه بات طاهراً. ] حسن لغيره / صحيح الترغيب والترهيب للألباني، 597(1) [.
شرح غريب الحديث: ( الشعار ): بكسر الشين المعجمة: هو ما يلي بدن الإنسان من ثوب وغيره.
ثالثا- نفض الفراش
]8[ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ : إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ، فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ: بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ. ] صحيح البخاري، 6320 [.
رابعا- الاضطجاع على الشق الأيمن
نفس نص الحديث رقم ]4[ حيث ورد ( ... ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ اْلأَيْمَنِ ... )، وكذلك الحديث رقم ]9[ حيث ورد ( ... فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَضْطَجِعَ فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى شِقِّهِ اْلأَيْمَنِ ... )، بالإضافة إلى الحديث التالي:
]11[ عَنْ سُهَيْلٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو صَالِحٍ يَأْمُرُنَا إِذَا أَرَادَ أَحَدُنَا أَنْ يَنَامَ، أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى شِقِّهِ اْلأَيْمَنِ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ اْلارْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَاْلإنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ. اللَّهُمَّ أَنْتَ اْلأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ اْلآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ. اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ. وَكَانَ يَرْوِي ذَلِكَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ . ] صحيح مسلم، 2713(61) [.
خامسا- وضع اليد اليمنى تحت الخد
]12[ عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ كَانَ النَّبِيُّ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنْ اللَّيْلِ، وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا. وَإِذَا اسْتَيْقَظَ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ. ] صحيح البخاري، 6314 [.
]13[ وعَنْ أم المؤمنين حَفْصَةَ رضي الله عنها، زَوْجِ النَّبِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْقُدَ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ، ثَلاَثَ مِرَارٍ. ] صحيح / صحيح سنن أبى داود للألباني، 5045 [.
سادسا- التوبة من جميع الذنوب
وهي طهارة الباطن التي أشرنا إليها في شرح الحديث رقم ]6[ أعلاه. فيستحب للمسلم أن يحاسب نفسه قبل النوم عما بدر منه من أعمال خلال نهاره، وأن يبادر إلى التوبة عن أي سيئات يكون قد ارتكبها. وقد جاء في موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين ( ص: 78 ): " أن ينام ( المرء ) تائبا من كل ذنب سليم القلب لجميع المسلمين لا يحدث نفسه بظلم أحد ولا يعزم على معصية إن استيقظ ". ويؤكد ذلك الحديث التالي:
]14[ عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ، فَقَالَ: يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ اْلآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. فَطَلَعَ رَجُلٌ مِنَ اْلأَنْصَارِ، تَنْطِفُ لِحْيَتُهُ مِنْ وُضُوئِهِ، قَدْ تَعَلَّقَ نَعْلَيْهِ فِي يَدِهِ الشِّمَالِ. فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ، قَالَ النَّبِيُّ مِثْلَ ذَلِكَ، فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِثْلَ الْمَرَّةِ اْلأُولَى. فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ، قَالَ النَّبِيُّ مِثْلَ مَقَالَتِهِ أَيْضًا، فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ اْلأُولَى. فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ ، تَبِعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقَالَ: إِنِّي لاَحَيْتُ أَبِي، فَأَقْسَمْتُ أَنْ لاَ أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلاَثًا، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضِيَ فَعَلْتَ. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ أَنَسٌ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُ تِلْكَ اللَّيَالِيَ الثَّلاَثَ، فَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ شَيْئًا. غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا تَعَارَّ وَتَقَلَّبَ عَلَى فِرَاشِهِ، ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَبَّرَ حَتَّى يَقُومَ لِصَلاَةِ الْفَجْرِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ إِلاَ خَيْرًا. فَلَمَّا مَضَتِ الثَّلاَثُ لَيَالٍ، وَكِدْتُ أَنْ أَحْتَقِرَ عَمَلَهُ، قُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ! إِنِّي لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي غَضَبٌ وَلاَ هَجْرٌ ثَمَّ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ لَكَ ثَلاَثَ مِرَارٍ: يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ اْلآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَطَلَعْتَ أَنْتَ الثَّلاَثَ مِرَارٍ، فَأَرَدْتُ أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ ِلأَنْظُرَ مَا عَمَلُكَ فَأَقْتَدِيَ بِهِ، فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَثِيرَ عَمَلٍ. فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ؟ فَقَالَ: مَا هُوَ إِلاَ مَا رَأَيْتَ. قَالَ: فَلَمَّا وَلَّيْتُ، دَعَانِي، فَقَالَ: مَا هُوَ إِلاَ مَا رَأَيْتَ، غَيْرَ أَنِّي لاَ أَجِدُ فِي نَفْسِي ِلأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا، وَلاَ أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ، وَهِيَ الَّتِي لاَ نُطِيقُ. ] مسند الإمام أحمد، 12633 [.
سابعا- كراهية النوم على البطن
]15[ عَنْ طِخْفَةَ الْغِفَارِيِّ ، قَالَ: أَصَابَنِي رَسُولُ اللَّهِ نَائِمًا فِي الْمَسْجِدِ عَلَى بَطْنِي، فَرَكَضَنِي بِرِجْلِهِ، وَقَالَ: مَا لَكَ وَلِهَذَا النَّوْمِ. هَذِهِ نَوْمَةٌ يَكْرَهُهَا اللَّهُ، أَوْ يُبْغِضُهَا اللَّهُ. ] صحيح / صحيح سنن ابن ماجه، 3015 (3791) [.
]16[ وعَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ: مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ وَأَنَا مُضْطَجِعٌ عَلَى بَطْنِي، فَرَكَضَنِي بِرِجْلِهِ وَقَالَ: يَا جُنَيْدِبُ! إِنَّمَا هَذِهِ ضِجْعَةُ أَهْلِ النَّارِ. ] صحيح / صحيح سنن ابن ماجه، 3016(3792) [.
ثامنا- تلاوة آيات من القرآن الكريم
]17[ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ اْلأَنْصَارِيِّ ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ : اْلآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مَنْ قَرَأَ بِهِمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ. ] متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان، 465 [.
]18[ وعَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ، جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا، فَقَرَأَ فِيهِمَا: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. ] صحيح البخاري، 5017 [.
]24[ عَنْ عَلِيٌّ ، أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَم شَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ أَثَرِ الرَّحَى، فَأُتِيَ النَّبِيَّ بسَبْيٌ، فَانْطَلَقَتْ، فَلَمْ تَجِدْهُ، فَوَجَدَتْ عَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا. فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ إِلَيْنَا، وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا. فَذَهَبْتُ ِلأَقُومَ، فَقَالَ: عَلَى مَكَانِكُمَا. فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي، وَقَالَ: أَلاَ أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَانِي؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا تُكَبِّرَان أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ، وَتُسَبِّحَان ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَتَحْمَدَان ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ. ] متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان، 1739 [.
25[ وعَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، وَكَفَانَا وَآوَانَا، فَكَمْ مِمَّنْ لاَ كَافِيَ لَهُ وَلاَ مُؤْوِيَ. ] صحيح مسلم، 2715(64) [.
عاشرا- استحضار نية قيام الليل عند النوم
]35[ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، عَنْ النَّبِيَّ ، قَال:َ مَنْ أَتَى فِرَاشَهُ وَهُوَ يَنْوِي أَنْ يَقُومَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ حَتَّى أَصْبَحَ، كُتِبَ لَهُ مَا نَوَى، وَكَانَ نَوْمُهُ صَدَقَةً عَلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ. ] صحيح / صحيح الترغيب والترهيب للألباني، 601(5) [.
حادي عشر- إطفاء النار والمصابيح وإغلاق الأبواب قبل النوم
]36[ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ ، قَالَ: لاَ تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ. ] متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان، 1311 [.
شرح الحديث: قال النووي في شرحه على صحيح مسلم ( الجزء السابع، ص: 206 ): هذا عام تدخل فيه نار السراج وغيرها، وأما القناديل المعلقة في المساجد وغيرها فإن خيف حريق بسببها دخلت في الأمر بالإطفاء، وإن أمن ذلك كما هو الغالب فالظاهر أنه لا بأس بها لانتفاء العلة، لأن النبي علل الأمر بالإطفاء ( كما في الحديث التالي ) بأن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم، فإذا انتفت العلة زال المنع.
]37[ وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : خَمِّرُوا اْلآنِيَةَ، وَأَجِيفُوا اْلأَبْوَابَ، وَأَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ، فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا جَرَّتْ الْفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ الْبَيْتِ . ] صحيح البخاري، 6295 [.
38[ وعَنْ جَابِرٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ بِاللَّيْلِ إِذَا رَقَدْتُمْ، وَغَلِّقُوا اْلأَبْوَابَ، وَأَوْكُوا اْلأَسْقِيَةَ، وَخَمِّرُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ. ] صحيح البخاري، 5624 [.
ثالث عشر- الدعاء إذا فزع في النوم
]41[ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: إِذَا فَزِعَ أَحَدُكُمْ فِي النَّوْمِ، فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُونِ. فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ. ] حسن / صحيح سنن الترمذي للألباني، 3528 [.
رابع عشر- الحديث بالرؤيا الصالحة والتعوذ من الحلم
]42[ عَنْ أَبَي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ، وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ. ] متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان، 1457 [.
]43[ وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ يَقُولُ: إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَيْهَا وَلْيُحَدِّثْ بِهَا، وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ، فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا وَلاَ يَذْكُرْهَا ِلأَحَدٍ، فَإِنَّهَا لاَ تَضُرُّهُ. ] صحيح البخاري، 6985 [.
]44[ وعَنْ أَبَي قَتَادَةَ قالُ: وَأَنَا كُنْتُ لأَرَى الرُّؤْيَا تُمْرِضُنِي حَتَّى سَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقُولُ: الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنَ اللَّهِ. فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يُحِبُّ، فَلاَ يُحَدِّثْ بِهِ إِلاَ مَنْ يُحِبُّ. وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ، فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ، وَلْيَتْفِلْ ثَلاَثًا، وَلاَ يُحَدِّثْ بِهَا أَحَدًا، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ. ] صحيح البخاري، 7044 [.
]45[ وعَنْ جَابِرٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ، أَنَّهُ قَالَ: إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا، فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاَثًا، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ثَلاَثًا، وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ. ] صحيح مسلم، 2262(5) [
الجمعة نوفمبر 14, 2008 8:21 am من طرف لؤلؤة المحيط