ياله من مشهد بديع ..
إنك تهبط على سطح القمر ، وترى الأرض في الأفق كبيرة مضيئة ، لها نفس شكل القمر ، الذي نراه من الأرض ..

لقد انعكست الأمور .. صار القمر هو أرضك ، والأرض هي قمرك ..ولكــن .. ..
انظر حولك ..
هذا هو القمر..
تراب وجبال و وديان و وهاد ..
كويكب مقفر تماماً ، لا يملك القدرة حتى على الدوران حول نفسه ، بل يدور فقط حول الأرض ، في دورة ذات حركة أحادية ، بحيث لا نرى منه أبداً سوى وجه واحد ، نطلق عليه اسم الوجه المضيء للقمر..
وهناك وجه مظلم ..
وجه لم يره الإنسان إلا مؤخراً ، عندما بدأت الرحلات الفضائية ، ودارت صواريخ البشر حول الأرض ..
ولهذه الظاهرة وجه طريف للغاية ، كشفه رواد القمر الأوائل ، فالحد الفاصل بين وجهي القمر - المظلم والمضيء -، يستحق بالفعل اسم ( حد ) ، لأنه حاد للغاية ، فمن آخر مواقع الوجـه المظلم ، يمكنك أن تـرى أمامك خطاً فاصلاً واضحاً ، بعده يظهر النصف المضيء متألقا ..
وكذلك الحال في الجانب الأخر ..
حول القمر:
· تابع فلكي للأرض ، يبعد عنها حوالي ( 386952 ) كم .
· نسبة كتلة القمر إلى كتلة الأرض أكبر من نسبة كتلة أي تابع آخر ، - في المجموعة الشمسية - .
· القمر جسم مظلم كروي ، يستمد ضوءه من عكس ضوء الشمس .
· يبلغ متوسط قطر القمر ( 3400 ) كم ، ويتغير شكل الجزء المضيء منه من الهلال الرفيع إلى البدر الكامل الاستدارة ، وهو ما يعرف باسم أوجه القمر.
· تستغرق دورة القمر حول مساره ( 27.33 ) يوماً .
· الشهر القمري ( العربي ) ، هو المدة م بين هلال وآخر ، وهي حولي (29.5) يوما .
· ليس للقمر غلاف جوي ، والجبال تغطي معظم سطحه .
· الجاذبية على القمر تساوي سدس الجاذبية على الأرض .
· تختلف الحرارة على القمر ما بين ( 215 ) و ( 250 ) درجة فهرانهايتية .
· هبطت أول سفينة فضاء على سطح القمر في ( 20 ) يوليو عام ( 1969 ) م .
ماذا لو .. لم يكن القمر موجوداً :*
هل يمكنك أن تتخيل ليل مظلم دائم ، لا تضيء سماءه سوى النجوم ؟

إن غياب القمر لن يعني فقط إلغاء جزء كبير من خيال الشعراء ، وعدد هائل من الأغاني العاطفية ، وكومة من التشبيهات البليغة ، التي تصف القمر وجماله ، وتربط بينه وبين وجوه الجميلات ..
الأمر أخطر من هذا كثيراً ..
فالقمر ليس مجرد تابع للأرض ، وجسماً كروياً تنعكس عليه أشعة الشمس في الليل ، ليتألق كقرص فضي في السماء المظلمة ..
إنه جزء من حياتنا ..
جزء كبير ..
إن غياب القمر يعني غياب الأهلة ، وفقدان أعظم وسيلة تحديد بدايات شهورنا العربية ، كشـهر ( رمضان ) و ( شوال ) و ( ذي القعدة ) .. الخ .. الخ ..
سنفقد القدرة على تحديد مواسمنا وأعيادنا ..

وسنفتقد أيضاً جاذبية القمر ، التي تتوازن مع جاذبية الأرض ، وتتسبب في حدوث ظاهرة شديدة الأهمية ، بالنسبة للملامحة ..
ظاهرة المد و الجزر ..
ولو اختفى القمر فجأة ، فسيحدث اضطراب شديد في البحار..
ستعلو الأمواج وتتضارب ، وتتخبَط ..
وستختل كل القوانين الملاحية ..
سيصبح كل عالم - من علماء البحار - تلميذاً في المدرسة الابتدائية للبحار الجديدة..
وسترتبك الأسماك في رحلاتها البحرية ، ويفقد بعضها القدرة على الهجرة من مكان إلى آخر ، مثلما يفعل سمك السلمون..
بل و قد يفقد الحمام الزاجل أيضاً قدرته على تحديد هدفه .. أما بالنسبة لبعض أنواع الحشرات ، فسترتبك اليرقات ، وتعجز الديدان عن تحديد مواعيد الإخصاب ..
كل هذا بسبب غياب القمر ..
*** وحتى في أفلام السينما ، سيحدث خلل مضحك ، فلن يكون باستطاعة البطل أن يسأل محبوبته عما إذا كانت ترى القمر، لأنه لن يكون هناك قمر ، ولن يجد مخرجو أفلام الرعب مشهداً أفضل من مشهد القلعة القديمة ، ذات الأبراج العالية والمخيفة ، والقمر يبرز خلفها في ليلة ليلاء ..
وسيفقد مخرجو أفلام الرعب أيضاً واحداً من أفضل أبطالهم .. ألا وهو ( الرجل الذئب ) ، ذلك الشخص الذي يتحوَل في الليالي المقمـرة إلى ذئب ، يفتـرس ضحاياه بلا رحمة ، ثم يستعيد آدميته عندما يختفي القمر ..
وعلى الرغم من كل ما سبق ، فمن المؤكَد أن عدداً من البشر سيسعدهم غياب القمر ، وبخاصة اللصوص والمجرمون ، وكل من يرتكب الشرور والآثام ، أو يهوى الانطواء والعزلة ..
أو حتى بعض محبي مراقبة النجوم ..
وأيضاً بالنسبة لبعض المرضى النفسانيين ، سيكون غياب القمر نعمة كبيرة ، فالأبحاث تقول إن حالة هؤلاء المرضى تتأثر كثيراً بالقمر ، فتنتابهم نوبات عنيفة ، في الليالي التي تكتمل فيها استدارة القمر ، وغيابه يعفيهم من هذه النوبات ..
ولكن الأمر ليس بسيطاً هكذا ..
ليس مجرد فقدان لبعض السمات والصفات والعوامل الطبيعية ..
هناك الخطر الأعظم ..
إن غياب القمر سيخل بالتوازن الكوني ..
أتعلمون ما الذي يعنيه هذا ؟؟
إن المجموعة الشمسية كلها عبارة عن وحدة واحدة ، تترابط وتتجاذب وتتنافر فيما بينها ، بميزان دقيق ، تحكمه جاذبية الكواكب فيما بينها ، وتعادلها مع جاذبية الشمس ..
والغياب المفاجئ للقمر يخل بهذا التوازن ..
ومن المحتمل أن يؤدي هذا الخلل إلى ارتباك مسار الأرض حول الشمس ، أو حتى ارتباك مسارات الكواكب كلها ، في المجموعة الشمسية ..
ومع ارتباك المسارات تحدث الكوارث ..
قد ترتطم الكواكب بعضها ببعض ..
أو تفنى في قلب الشمس ..
وفي هذه الحالة تفنى المجموعة الشمسية كلها ..
ونحن جزء منها ..
يا للهول!! ..
هل يمكن أن يفعل بنا غياب القمر كل هذا ؟؟!..
ولكن لماذا يغيب القمر ؟؟..
إنه يضيء سماءنا في الليل ، ويلهب خيال شعرائنا و.. ..
ولكن ماذا لو أن .. .. ؟!! ..