بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى, وصلاة وسلاماً على عبده المصطفى:
سيــري على جَــدَدٍ وَلا .. تتعَثــري بين الشِّبـــاكِ
وإلى كمــالِ النفسِ بالإيـ .. مانِ فَلْتصعـــد خُطــاكِ
كلمــــة هنا نذكــر بها الدرة الغالية, الفتاة المسلمة والمرأة المسلمة التي يعرف الأعداء وأتباعهم أثرها الكبير في صلاح أي مجتمع أو فساده,..كيف لا! وهي مربية الأجيال وصانعة الأبطال ونصف المجتمع وصاحبة العاطفة الجياشة, لـذا ركزوا على أن يبعدوها عن نهج دينها بشتى الطرق وبأساليب خادعة وملتوية وبوسائل رهيبة يمتلكونها, وهم-أختنا المسلمة-لا يريدون لك الخير(شعروا بذلك أو لم يشعروا), وعاقبة ما يدلونك عليه لن يكون والله خيراً لك لا في الدنيا ولا في الآخرة, وإن كان مظهره يخدع كثيرا,..ولك العبرة في كثير ممن يسمين الفنانات, فهن لم يجدن السعادة في طريق الباطل, ولتتأملي ذلك من حياتهن وقصصهن, نسأل الله لهن الهداية فهن من ضحايا المفسدين, وكثير منهن فيهن الخير وقد رجع بعضهن إلى الله وعندها وجدن السعادة الحقــــــة!!!.
أختنـا الكريمـة..تمسكـي بتعاليم دينك, عـــودي إلى رحابها الظليلة الوارقــة
اعتـــــزي بحجابك الساتر ولبسك المحتشـــم الشرعي البعيــد عـن التشبــه بالكافــرات,
والبعيد عن التميُّع الذي لا يليـــق بالمسلمة, وارجعـي لأحكـام الشرع في ذلك وفي كــل أمرك, ففي ذلك سعادتك العظمــى وفلاحــك.
ومن المهـم غايــــة الأهمية ما ننتظره منك من مساهمات جادة لإنقاذ أمتنا من مآسيها وواقعها الحالي الذليل المهين المشين المؤلم,...ولقـد رأينا تأثركن الكبير مع أحداث الأمة ومساهمتكن المادية الكبيرة التي فاقت تأثر ومساهمة الرجال في كثير من الأحيان, ولكننــــا في انتظار دورك الفاعل المؤثر في طريق الحل الأساس الجذري لمآسي أمتنا وهـــو العودة إلى الله والدعوة إلى سبيله وهداه (عــودة و دعــوة).
وهذا الطريق هو الذي سيعيد بإذن الله للأمة عزها ومجدها وجهادها, فتحمي وتنقذ أبناءها وبناتها وأطفالها المذبحين في شتـى بقاع الأرض, قال تعالى (إن تنصروا الله ينصركم).
أختنـا المسلمة..أنت أعلــى من أن يكون جُلَّ همك اللبس والدنيا,....فأنت حاملـــة أمانةٍ عظيمة أَبَتْ الجبــال أن تحملها وأشفقـت منها!,.....أنت ينتظر منك دور كبيــر وسط الألـم الشديـد الذي نعيشه.
أختنــا الكريمــة..نَرْبَــأُ بك من أن تكوني مَطِيَةً لأعداء الدين, يستغلونك لتحقيق مآربهم,..فتكونين بذلك سبباً قوياً في هزيمــة الأمة وتأخيـر نصرها,....فأملنـا فيك عكــس ذلك.
أختنا المسلمة المؤمنـة بالله وعظمتـه ولقائـــه وجنتـه ونـاره..احذري غاية الحذر من وسائل الفتنة والمعصية (قنوات كانت أو مجلات أو غيرها) وابتعــدي عنها, واتقـي اللـــه الذي يــراك! وأنت تنظرين, أو تسمعين, أو تقرئين وبإعجـــاب!!! ما يغضبــــه!! وهــو الخالــق العظيــــــم!
أختنـا الغيــورة..وأنت صاحبة القلب العطوف, ليتك تتذكريــن دائماً مآسي أمتك وتعمليــن بجــــدٍ لإنقاذها.
وعشمنـــا فيك أنك تأبين بشدةٍ أن تكوني سببـــاً في استمرار ألمهـا بإصــرار على ذنب أو بتقصيـــر في دعـــوة.
أختنــا الكريمة..لا نريدك صالحة فقـــط.., فهذا لا يكفي خاصـة وسط هذا الواقع المرير,..نريدك داعيــة حاملـة للأمانة, بل وداعية قمـة في دعوتها,...كوني مثل الصالحات من سلف الأمة, ومثل الداعيات العاملات في حياتنا الحاضرة, كونـي مثــل بنان علي الطنطاوي سليلة الأسرة الطيبة, التي عاشت داعية مضحيـة, وتوفيت شهيدة كما نحسبها بعد أن اختارها الله؛ قال تعالى:
(ويتخذ منكم شهداء)
الآية(سورة آل عمران:140).
أختنــا المتألمة على واقع أمتها, الحريصة على عودتها لسؤددها...اجعلــــي بيتـك ومكان عملـك وأماكن تواجـدك قـلاع ومنابـر للدعـوة,..تُحْفَظُ فيها الدعوة وتعاليـم وأحكام الدين, وتنشــر منـها إلـى الغير.
أختاه, دُونَكِ حاجزٌ وسِتـــارُ
ولديك من صِدْقِ اليقين شِعــارُ
عُـودي إلى الرحمن عَوداً صادقا
فَبِهِ يــــزولُ الشر والأشرارُ
أختاه, دينــك مَنْبَـعٌ يُرْوَى به
قلبُ التَقِّي وتُشــرِقُ الأنــوارُ
***
وتلاوةُ القرآنِ خيـــرُ وسيلـةٍ
للنصــر, لا دف ولا مزمـارُ
ودعاؤك الميمون في جنح الدُجى
سهـمٌ تذوب أمامه الأخطــارُ في منهج (الخنساء) درسُ فضيلةٍ
وبمثلــــهِ يَسترشدُ الأخيـارُ
في كفــك النشء الذين بمثلهم تصفو الحياةُ وتُحفَـــظ الآثارُ
هُـزِّي لهم جذع البطولةِ, رُبَّمَا
أَدْمَـى وجوه الظالمين صِغَـارُ
غَـــذِّي صغارك بالعقيدة, إنها
زادٌ به يتــــــزوَّدُ الأبرارُ
***
لا تستجيبـــي للدعـاوى, إنها
كَذِبٌ وفيهــــا للظنون مَثارُ
لا ترهبـــي التيـارَ أنت قَويةٌ
باللــه مهمـــا استأسد التيارُ
تبقـى صروح الحق شامخةٌ وإن
أرغى وأزبـدَ عندها الإعصارُ
( إنَّ الَذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُـمَّ اسْتَقَامُـوا تَتَنـَزَّلُ عَـلَـيْـهِـمُ المَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُــــوا وَلا تحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّــــــةِ الَتِي كُنتُمْ تُوعَــــدُون َ) فصلت:30
[img]
[/img]
المصدر : د/ مهدى قاضى ، دار الطرفين
السبت نوفمبر 22, 2008 11:16 pm من طرف Mr.Emad